يمثل الإيمان بقدرة المواطن السعودي ركيزة أساسية في فكر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ومشروعه الرائد لتحديث المملكة، والذي يستهدف في المقام الأول تحقيق رفاهية المواطن وتحسين أحواله وسبل معيشته، فلا يخلو أي حديث أو لقاء لسموه إلاّ ويذكر فيه المواطن السعودي في أطر من الدعم لقدراته، والإشادة بمنجزاته والثقة التامة في بلوغه المستقبل المشرق، فسمو ولي العهد قائد ملهم ينظر إلى المواطن باعتباره ثروة للأمة لا تقل أهمية عما تمتلكه من موارد مادية وطبيعية، ولذلك يسعى لتعظيم تلك الثروة وتوظيفها على الوجه الأمثل. وكان من الطبيعي أن تتشكل رابطة خاصة ووشائج عميقة من المحبة بين المواطنين وسمو ولي العهد، عرفاناً وتقديراً لسموه ورؤيته الحكيمة الاستشرافية التي تصوغ خارطة المستقبل للمملكة، تلك الخارطة التي تسخر كل الموارد والإمكانات من أجل المزيد من التنمية والرفاه، وتحقيق مصلحة المواطن، وتعزيز مكانة المملكة عالمياً، إضافة إلى دورها كقائدة للعالمين العربي والإسلامي. مستقبل واعد ومع حلول الذكرى الرابعة للبيعة المباركة لسمو الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- والتي جرت في ليلة 27 من شهر رمضان المبارك لعام 1438ه، تهب نسائم الخير في المملكة لتبشر بحاضر مزدهر ومستقبل واعد، بينما يواصل قطار العمران والتنمية مسيرته بلا هوادة ليقطع محطة تلو الأخرى نحو إنجازات التنمية المستدامة التي تلبي احتياجات المواطن في الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها وحقهم في نصيب عادل من ثروات الوطن. وتجلى اهتمام سمو ولي العهد بالمواطن في كافة الجهود والقرارات والخطوات التي يتخذها، فخلال أقل من أربع سنوات فقط، استطاعت المملكة -بفضل الله- وفي ظل قيادتها الرشيدة أن تحقق إنجازات غير مسبوقة في تاريخها المعاصر، وذلك رغم التحديات الراهنة التي يواجهها العالم بأسره في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، لكن المملكة استطاعت عبور تلك الأزمة العالمية، إذ تعتبر ضمن أفضل 10 دول في التعامل مع التبعات الاقتصادية للجائحة في مجموعة العشرين. إنجازات ومكتسبات وحققت المملكة إنجازات كبيرة ومكتسبات في صالح الوطن والمواطن، ولا تزال مسيرة الإنجازات مستمرة، ولطالما أبدى سمو ولي العهد حرصاً شديداً على منح الأولوية للملفات التي تمس حياة المواطن على نحو مباشر وفي مقدمتها ملفا الإسكان ومكافحة البطالة. وبالنسبة لملف الإسكان، حرص سمو ولي العهد على تمكين المواطنين من الحصول على السكن الملائم، مع وضع التزام في صدارة بنود رؤية المملكة 2030 الصادرة في إبريل 2016، بالنص على رفع نسبة تملّك المواطنين للمسكن بمقدار 5 % خلال أربع سنوات ما يعني الوصول إلى 52 % في العام 2020م، وقد استطاعت المملكة بتوفيق من الله أن تصل إلى 60 %، ما يعني تجاوز الهدف بنسبة 8 %. واهتم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، بمد يد العون للفئات الأشد حاجة فيما يتعلق بتأمين السكن، فعلى سبيل المثال قدم سموه دعمًا سخيًا بمبلغ 50 مليون ريال لمنصة "جود الإسكان"، التي بدأت بمساهمة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمبلغ 100 مليون ريال، لمساعدة الأسر الأشد حاجة من خلال دعم الإيجار الشهري، أو تمكينهم من الحصول على السكن. مدن ذكية ولم يكن الجهد الذي بذله الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- فيما يخص ملف الإسكان قاصرًا على مجرد توفير السكن في شكله التقليدي، بل اقترن بنقلة حضارية متطورة تجسدت في الإعلان عن مشروع المدن الذكية "ذا لاين" في نيوم، التي تعد نموذجاً لمدينة المستقبل التي يكون محورها الإنسان وسعادته والحفاظ على صحته وتوفير مستوى معيشة أفضل له مع الحفاظ على سلامة البيئة، وذلك عبر مدينة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والاتصالات فائقة السرعة والروبوتات والتقنيات المتقدمة غير المرئية في البناء والتصميم والتفاعل مع سكانها، وهي خطوة تضع المملكة على طريق الريادة العالمية في هذا المجال. تحول اقتصادي وكان ملف مكافحة البطالة من الشواغل الأساسية التي نالت قدرًا كبيرًا من اهتمام سمو ولي العهد في إطار مقاربة أوسع انتهجها من أجل التحول الاقتصادي في المملكة، فوضع سموه -حفظه الله- ملف البطالة كإحدى الأولويات الرئيسة للحكومة عبر العمل على زيادة معدلات التوظيف وفقاً لرؤية 2030 الرامية لإصلاح سوق العمل وتوفير المزيد من الوظائف للمواطنين والمواطنات، حتى يتم الوصول إلى نسبة بطالة 7 % فقط في العام 2030م، ولم يكتفِ سموه بذلك الهدف فقط، بل أكد في رسائل تحفيز أن الهدف الذي ستسعى إليه المملكة خلال الفترة القادمة هو تحسين دخل المواطن. دعم الشباب ويظهر الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- اهتماماً كبيراً بمختلف فئات المجتمع لا سيما المرأة والشباب، إيماناً منه بأنهما أساس أي تجربة تنموية ونهوض الأمم وتماسك المجتمعات، لذلك حرص على دعم الشباب السعودي، وتهيئة الأوضاع والفرص اللازمة لتوظيف طاقاتهم الإبداعية في مسيرة تحديث المملكة، ودمجهم في جهود تنمية الاقتصاد السعودي عن طريق نشر الوعي لدى الجيل الجديد من خلال إطلاق سلسلة من المبادرات والبرامج والمشاريع الداعمة والمحفزة للشباب على امتداد الوطن. إن ثقة سموه في شباب الوطن لا حدود لها، ومن العبارات الخالدة التي عبر بها عن تقديره للشباب قوله إن "ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله"، فضلاً عن تأكيده في مناسبة أخرى أن الشباب هم الطاقة والقوة الحقيقية لتحقيق رؤية المملكة 2030، وهم شباب واعٍ وقوي ومثقف ومبدع لديه قيم عالية. وعمل الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- على توفير أطر مؤسسية داعمة لسواعد الشباب ومنها إنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت" من أجل نشر ثقافة ريادة الأعمال، وزيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي، وكذلك خلق مزيد من فرص العمل عبر المشروعات الصغيرة والمتوسطة. قفزات نوعية ونالت المرأة نصيبًا وافرًا من جهود الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- حيث عبر في مناسبات عدة عن إيمانه بالدور المحوري للمرأة في المجتمع، ولعل من أبرز العبارات ذات الصلة بتلك المسألة قول سموه: "أنا أدعم السعودية، ونصف السعودية من النساء؛ لذا أنا أدعم النساء"، فهي عبارة بليغة ذات دلالات ومعانٍ عميقة، وقد أصبحت المرأة السعودية خلال السنوات الأربعة الماضية محط أنظار العالم، حيث تعيش قفزات نوعية غير مسبوقة بعدما منحتها "رؤية المملكة 2030" فرصة كبيرة لتعزيز حضورها أمام العالم، فتبوأت مناصب سياسية واقتصادية عديدة، وباتت شريكًا فاعلًا على قدم المساواة مع الرجل في نهضة الوطن. ولا يكاد يمر يوم إلاّ وتتوالى فيه خطوات دعم وتمكين المرأة السعودية على مختلف الأصعدة، ومن أبرز ملامح التمكين قرار السماح للسعوديات بقيادة السيارة، وتضاعف نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17 % إلى 31 %. بناء الإنسان وشكل التركيز على رفاهية المواطن محورًا مهمًا في خطط سمو ولي العهد الرائدة للتنمية، ولبلوغ هذا الهدف جاء إطلاق برنامج جودة الحياة من أجل تحسين نمط حياة الفرد والأسرة، وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن عبر تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز المشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية التي تساهم في تعزيز جودة الحياة، بهدف تحقيق التميز في عدة رياضات إقليميًا وعالميًا، وتطوير وتنويع فرص الترفيه لتلبية احتياجات السكان، فضلاً عن تنمية المساهمة السعودية في الفنون والثقافة. وتستند فلسفة هذا البرنامج إلى رؤية واضحة المعالم تتعلق ببناء الإنسان السعودي تعليمًا وثقافةً وتأهيلًا، فإذا كانت الرعاية التعليمية والثقافية أداة لإعداد المواطن وبنائه عقلياً وروحياً فإن الرياضة تسهم في بناء صحته، ليصبح الفرد قادراً على بناء ذاته وخدمة وطنه وتحقيق الرفاهية لنفسه وأسرته. وختامًا، هنيئاً لوطننا الغالي الذي يزداد تألقاً، ويفتخر أبناؤه بالبيعة والولاء لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- إذ تشرق الذكرى الرابعة للبيعة المباركة بشمس عطائه غير المحدود، وكل مواطن يشعر بالفخر والاعتزاز إزاء ما حقق الأمير محمد بن سلمان للمملكة، فهذه المناسبة غالية على قلوب جميع المواطنين والمواطنات، وتدفعهم لبذل المزيد من العطاء لخدمة الوطن وازدهاره. الأمير محمد بن سلمان يقود مستقبل الوطن إلى بر الأمان الأمير محمد بن سلمان أحب شعبه فأحبوه رؤية 2030 تتيح للشباب فرص عمل كثيرة المرأة في المملكة وجدت فرصتها لإثبات قدراتها فأبدعت