أغلق الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، عددًا من أحياء مدينة القدس تزامنًا مع إحياء الجمعة الأخيرة من رمضان، وبعد مواجهات في حيّ الشيخ جرّاح، المهدّد بالإخلاء. كما عزز من إجراءاته العسكرية المشددة حيث نصبت شرطة الاحتلال حواجز في كافة الشوارع المؤديّة إلى البلدة القديمة، كما أغلقت منطقة باب العامود، وأبقت على مدخل واحد لمنطقة وادي الجوز سمحت بدخول الحافلات منه، بينما لم تسمح بدخول أحد إلى الشيخ جراح، باستثناء المستوطنين. كما أغلقت شوارع السلطان سليمان، وأريحا، والسموءل، نابلس، صلاح الدين، عمر بن العاص. وبدأ إغلاق الطرق عند الساعة السادسة من صباح الجمعة، على أن يستمرّ حتى الساعة السادسة مساءً، بحسب ما جاء في بيان لشرطة الاحتلال. ورفع جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب والجهوزية لدى قواته، وذلك بعد أيام من تصعيده ضد المقدسيين والاعتداءات في حي الشيخ جراح المهدّد بالإخلاء، وفي ظل تهديدات القائد العسكري لكتائب عز الدين القسّام، محمد الضيف، مساء الثلاثاء. وذكرت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11") أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قررت رفع درجة الجهوزية والتأهب تخوفا من التصعيد في مختلف القطاعات، ونقلت القناة عن مصدر في الجيش الإسرائيلي أن القرار اتخذ على خلفية يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، وذكرى احتلال مدينة القدس وفقا للتقويم العبري الذي سيشهد اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى. وشهدت الليلة قبل الماضية مواجهات بين أهالي حيّ الشيخ جراح وبين المستوطنين المدعومين من قوات الأمن، وبدأت المواجهات مع اعتداء المستوطنين على الأهالي بالغاز المسيل للدموع أثناء الإفطار، ما تسبّب بمواجهات واسعة، تضاف إلى التوتر الموجود إثر تهديدات الإخلاء ونقل عضو الكنيست الكهاني، إيتمار بن غفير، مكتبه البرلماني إلى بؤرة استيطانيّة في الحيّ. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرة ناشطين، كما واعتدت بعنف على المعتصمين، في محاولة لتفريق المتظاهرين بالقوة. وعرف من المعتقلين: شادي مطور، وشادي الخاروف، وإسلام غتيت، ونور الشلبي، والشقيقان آدم وبشار يعيش. وقد أصيب عدد من المعتصمين بالرصاص المطاطي وبالاختناق من جراء إطلاق الغاز المسيل للدموع من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحسب مصادر محلية. وأغلقت قوات الاحتلال مداخل حي الشيخ جراح بالقدس لمنع توافد المتضامنين مع السكان المهددين بالتهجير. وفي تطور لاحق، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط تجاه المعتصمين الموجودين في حي الشيخ جراح، وأصابت أحد الناشطين. ووثقت كاميرات الفيديو مجموعة من المستوطنين المسلحين يطلقون النار على شبان مقدسيين ومعتصمين في الشيخ جرّاح وإصابتهم برصاصهم الحي، فيما كانوا يصرخون: "احذروا من إصابة عناصر الشرطة". وتظهر في التسجيل سيارة مشتعلة. إلى ذلك أعلنت الشرطة الإسرائيلية الجمعة مقتل مهاجمين فلسطينين اثنين وإصابة ثالث بجروح خطرة خلال محاولة هجوم بالرصاص في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال متحدث باسم الشرطة في بيان "وصل قبل وقت قصير ثلاثة مهاجمين نحو بوابة قاعدة لحرس الحدود سالم شمال مدينة جنين، وقاموا باطلاق النار نحو بوابة القاعدة بأسلحة من نوع كارلو". وأضاف المتحدث أن أفراد شرطة الحدود وجنود من الجيش الإسرائيلي ردوا بإطلاق النار، لافتا إلى مصرع اثنين من المهاجمين وإصابة الثالث بجروح خطرة. وأوردت الشرطة أن "المهاجم الثالث تلقى الإسعافات الأولية على الفور" ونُقل "في حالة حرجة" إلى مستشفى إسرائيلي. ولم تعرف على الفور هوية المهاجمين.