تأملت كثيراً لقاء سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- في الذكرى الخامسة لرؤية المملكة 2030، والمحطات التي استوقفنا عندها اللقاء، من رسم السياسات العامة، وإعادة هندستها بإيجاز جامعة للكلمة، وصلت إلى جميع المستويات والعقول. ومن أهم المحطات؛ محطة الاعتدال، والتزام المملكة العربية السعودية بالقرآن والسنة، ونظامها الأساسي للحكم وتطبيقه على أكمل وجه، بمفهوم واسع يشمل الجميع؛ وأنه لا يمكن طرح عقوبة شرعية من دون وجود نص قرآني واضح أو نص صريح من السنة، واستشهاده بحديث المرأة التي أتت الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وقوع حادثة الزنى وأتت مقرة ولم يسألها عن اسمها. فكون أنه يأخذ النص القرآني ويطبق بطريقة غير الذي طبقها الرسول صلى الله عليه وسلم وتبحث عن الشخص حتى تثبت عليه التهمة بينما الرسول أتاه المتهم معترف ومقر وعامله بهذه الطريقة أو نطبق العقوبة الشرعية من دون نص للمعاقبة في الدين هذا تزييف للشريعة. وعن الهوية السعودية ستبقى قوية. أما محطة التطرف فكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم سيخرج من تحتقرون صلاتكم إلى صلاتهم... الخ فإذا خرجوا بمعناه اقتلوهم ونهى عن الغلو في الدين بل إن المملكة كانت هدفا رئيسا للإرهاب والمشاريع المتطرفة في أنحاء العالم وما شاهدناه في بلدي العراق حيث إن الإرهاب أصبح مستشريا فيه من قتل وتشريد وتهجير وعدم تقديم المتطلبات الخدمية للحياة وتدهور الجانب الصحي والتعليمي وحينما فقد الأمن بسبب القاعدة وداعش كان الشخص لايأمن لا على ماله أو نفسه أو عائلته وما يحذر منه سمو ولي العهد فهو عين الصواب والحكمة واستعراضه لما مرت به المنطقة فترة الخمسينات إلى السبعينات من المشروع العروبي والاشتراكي والقومي التي أعطت فرصة لكثير من الجماعات المتطرفة أنها تصل إلى مواقع مختلفة في الدولة ونتج عنها نتائج لا تحمد عقباها بل إنها من الجرائم التي سفكت الدماء وقتلت الأبرياء لذلك شدد سمو ولي العهد بأنه "أي شخص يتبنى المنهج المتطرف وإن لم يكن إرهابيا سوف يحاسب عليه القانون" . وكذلك استعراض المقارنة بتاريخ المملكة قبل وأثناء وبعد الرؤية وذلك من خلال وجود فرص ضخمة وإزاحة التحديات واستغلال الفرص القابلة للتحقق التي تعود بخير على المواطن ومصلحة المملكة. ومن محطاتها مشروع الإسكان وكيفية البناء والإعداد لمعالجة هذه المشكلة التي دامت سنوات بإنشاء شركة روشن والتي تعد عملاقة في القطاع العقاري بما يحقق الرفاه للمواطن وخلق توازن داخلي. ومحطة صندوق الاستثمارات العامة واستراتيجيته في رفع سقف الاستثمارات المحلية والعالمية بنسب أفضل مما كانت عليه في السابق. ومحطة البيئة وكيفية المحافظة عليها بزيادة الغطاء النباتي للحد من تزايد العواصف الرملية التي يشهدها الجيل الحالي بشكل مختلف عما كان في السابق. ومحطة تصنيف الوظائف الجيدة وغير الجيدة لإعادة هندسة متطلبات جيل المستقبل بخلق وظائف تناسب المرحلة، وكذلك العمل على أن تكون بعض الجامعات السعودية في مراكز متقدمة عالميا. هذه المحطات العميقة لها آثار إيجابية في جميع المجالات من تقوية أسس الدولة ومؤسساتها وصولا إلى الاستقرار الداخلي والخارجي واطمئنان المستثمر الأجنبي بأن المملكة منفتحة على العالم بأسس ثابتة راسخة وماضٍ تليد وحاضر مجيد ومستقبل جديد. حفظ الله المملكة قيادة وشعبا من كل مكروه.