دعا محافظ مأرب اليمنية، اللواء سلطان بن علي العرادة، الثلاثاء، شباب اليمن للدفاع عن مستقبلهم وسرعة الانخراط في معسكرات التدريب بالجيش الوطني اليمني للالتحاق بزملائهم ورفاقهم في جبهات القتال لمواجهة ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، التي جاءت بمبادئ مغايرة لمبادئ الشعب اليمني وقيمه وهويته والحاملة لمبادئ الثورة الإيرانية المعادية للعرب. وقال اللواء العرادة خلال اجتماع موسع مع السلطة المحلية والقبائل في مأرب": "ما تسعى إليه ميليشيا الحوثي ومن خلفها إيران لفرض مشروعها التدميري وأطماعها التوسعية لن يتحقق وهو أبعد عليهم من النجوم في السماء، ومأرب قادرة على الدفاع عن نفسها ولن يصلها الحوثي ونطمئن الجميع أن مأرب في منعة، وهم يعانون من خسائر كبيرة". وأكد على أن مأرب قادرة على الدفاع عن نفسها، داعياً جميع اليمنيين في مختلف المناطق والجبهات لمضاعفة الجهود والوقوف صفاً جمهورياً واحداً لوأد الميليشيا وتحقيق الخلاص للشعب اليمني من المعاناة التي تسببت بها لخدمة المشروع الفارسي الذي يستهدف اليمن والمنطقة العربية. مؤكداً على أهمية انخراط شباب اليمن في مقاومة الميليشيات التابعة للنظام الإيراني بهدف استعادة الدولة اليمنية وحماية مستقبلهم وضمان العيش في ظل دولة تكفل حقهم في الحياة الكريمة. وقال "يجب أن يفهم أن المسألة أكبر بكثير من جلب مجاميع الأطفال والمغرر بهم بالمئات إلى خطوط النار لأخذ تبة هنا أو موقع هناك، فالقضية اليوم هي بلد بمؤسساته وتاريخ وشعب وحضارة، وما يخطط له الحوثي والإيرانيون من ورائهم لن يتحقق وهو أبعد عليهم من النجوم في السماء". مشيراً إلى سلسلة من اللقاءات سيتم عقدها مع وزارة الدفاع اليمنية والجهات المعنية ومختلف الفئات لتنسيق الجهود للتعبئة والإسناد. وعبر اللواء العرادة عن شكر القيادة اليمنية للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على الإسناد المتواصل والمستمر لنصرة الشعب اليمني وما يقومون به من أدوار مختلفة هي محل تقدير لدى اليمنيين، مثمناً الإسناد الشعبي المتواصل لمأرب من كل المحافظات من خلال القوافل التي وصلت تباعاً، منوها إلى دلالتها الكبيرة وأهميتها في الصمود والتلاحم الشعبي في وجه الميليشيا. على الصعيد الميداني، لقي أكثر من 100 عنصر حوثي مصرعهم الثلاثاء، في جبهتي الكسارة والمشجح على الأطراف الغربية لمحافظة مأرب المحاذية لمديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء، بينهم سبعة من القادة الميدانيين، أبرزهم "إسماعيل المروني" المنتحل صفة عميد، و"صدام الغيلي" المنتحل هو الآخر صفة عميد ركن، إثر تصدي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لهجوم حوثي فاشل. ومنذّ مطلع العام الجاري، أعلنت قناة المسيرة الحوثية التي تبث من الضاحية الجنوبية بلبنان، عن تشييع 3500 من عناصر الميليشيات الذين قتلوا في الجبهة الغربية بمحافظة مأرب، بينهم أكثر من 280 قيادياً ميدانياً ينتحلون رتب مختلفة، ومعظمهم لقوا مصرعهم في جبهة الكسارة التي صارت أخدودا يلتهم حشود الحوثيين. ولا يكاد يمر يوم واحد دون أن تشيع الميليشيا، المئات من عناصرها الذين لقوا مصرعهم في الجبهات الغربية على أطراف محافظة مأرب خلال مواجهات مع الجيش الوطني مسنودا بالمقاومة الشعبية وطيران التحالف العربي. ومنذ أن بدأ الهجوم الحوثي بتخطيط وتتوجيه وإشراف من الحرس الثوري الإيراني بقيادة الجنرال حسن أيرلو، فشلت الميليشيا في إحراز أي تقدم على الأرض رغم خسارتها الميدانية والبشرية الباهظة، فيما يؤكد رئيس هيئة أركان الجيش اليمني، الفريق صغير بن عزيز، إن خطة الجيش والقبائل تركز على إستدراج الميليشيا للصحاري والانقضاض عليها. وفشل الهجوم الذي أعدت له الميليشيا منذ أكثر من ستة عشر شهراً وخصصت من أجله أكثر من تسعة وعشرين معسكرا ضمت آلاف من العناصر التي ظلت تعدهم في صعدة وعمران وصنعاء وذمار، عززتهم بكتائب الحسين، والمتورطين معها من التشكيلات العسكرية السابقة في الشرطة والأمن والقوات الخاصة، وحتى شرطة المرور وأقسام الشرطة المحتلة. بل إن الميليشيات أجبرت موظفي الواجبات والبريد والمتقاعدين ومختلف المكاتب التنفيذية في صنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرتها للمشاركة في الهجوم الفاشل الذي رمت إليه كذلك بمئات المعلمين ومديري المكاتب والمدارس وآلاف الفقراء الذين استغلتهم حاجتهم وفقرهم. وطوال ستة عشر شهراً، قامرت الميليشيا بصورة انتحارية، ومُنيت بهزائم مُذلة وخسائر بشرية وعسكرية باهظة.