حددت الخطة الشاملة للنقل العام، التي وضعتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض، إلى توفير خدمة النقل العام لكل فئات السكان، وتنويع أنماط وسبل التنقل في المدينة بطريقة فعّالة وملائمة، والحد من الاستخدام المفرط للمركبة الخاصة، والإيفاء بمتطلبات التنقل القائمة والمتوقعة، بما يتلاءم مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والمرورية، مسارات شبكة النقل العام والوسائط المستخدمة وفق معايير تركز الكثافة السكانية وتوزعها في المدينة، وخدمة مناطق الجذب المروري العالية لمناطق التوظيف والأنشطة التجارية والتعليمية مثل، الوزارات والجامعات والمستشفيات والمجمعات التجارية والمنشآت الحكومية ومطار الملك خالد الدولي والمراكز الفرعية ومركز المعارض الدولي ووسط المدينة ومركز النقل العام، واستخدام نماذج المحاكاة المرورية التي طورتها الهيئة لمعرفة حجم الحركة المرورية على طرق وشوارع مدينة الرياض ومصادر الرحلات ومقاصدها، وحجم الإركاب المتوقع للوسيلة المستخدمة على كل محور، قياس زمن الرحلة على مسارات النقل العام، وتقليل تأثير حجم الحركة المرورية على شبكة الطرق في جوانب، الازدحام، واستهلاك الوقود، وانبعاثات عوادم المركبات. وتم تحديد معايير تقديم هذه الخدمة بحيث يقوم المشغل بتغطية هذه الأحياء عبر شبكة من الحافلات تنقل الركاب من المحطات وإليها بكفاءة ومرونة عاليتين. إلى ذلك، تم إعداد تصميم موحد للحافلات ليُعطي سمة مميزة لمشروع حافلات الرياض ويتوافق مع تصاميم قطار الرياض، مع الحفاظ على الهيكل الأساسي للحافلة ومراعاة متطلبات السلامة، وقد اشتملت مواصفات الحافلات على أحدث ما توصلت إليه تقنية تصنيع الحافلات، ومطابقتها لاشتراطات ومعايير السلامة العالمية المعتمدة، وتم الحرص على توزيع المقاعد ضمن الحافلات وتوفير أماكن خاصة بالعائلات، وأخرى لذوي الاحتياجات الخاصة، اشتملت على أنظمة عرض معلومات الرحلات ومحطات التوقف، وكاميرات للمراقبة داخل الحافلة. تم تزويد الحافلات بأنظمة تتبع المركبات، وأنظمة التذاكر الموحدة، وأنظمة عد الركاب، وأنظمة مراقبة أداء السائقين. ويتضمن مشروع الحافلات أربعة فئات من المحطات تتناسب في تصميمها ومساحاتها ووظائفها مع مستويات الشبكة المتعددة، إضافة إلى نظام تتبع الحافلات ومعلومات الركاب والذي يهدف إلى رفع كفاءة تشغيل شبكة الحافلات ومراقبتها حيث يمكن من خلاله إعطاء معلومات آنية ومحدثة للركاب والمستخدمين عن أوقات الرحلات، ونظام شامل لتذاكر الركاب للقطارات والحافلات يسهل استخدام تذكرة موحدة للانتقال عبر جميع مسارات شبكة النقل العام بالمدينة، كما تم توفير أربعة مواقع لمواقف السيارات (Park & Ride) يتسع كل منها لما بين (200 – 600) موقف لتيسير استخدام الحافلات وبذلك يصبح عدد مواقع المواقف العامة لمشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام (القطارات والحافلات) بمدينة الرياض (25) موقعاً، وتضمن مشروع حافلات الرياض (3) مراكز للمبيت والصيانة، تشتمل على ورش العمل والمستودعات المطلوبة للقيام بأعمال الصيانة الدورية ومكاتب الموظفين والعمال المسؤولين عن التشغيل والصيانة ومحطات المبيت لأسطول الحافلات، وتم تقسيم أعمال تنفيذ مشروع الحافلات إلى ثلاث مراحل، للتوافق مع مرحلية التشغيل، والتي تتضمن تنفيذ تعديلات الطرق وبناء محطات الحافلات وتشغيل المشروع، وحفاظاً على البيئة وتقليل الانبعاثات سيتم إستخدام الوقود منخفض الكبريت المطابق لمعايير الاتحاد الأوروبي. وتعمل الخطة أيضا على احتواء متطلبات التنقل القائمة والمتوقعة في المدينة، ومواكبة النمو السكاني المستمر فيها، حيث تشير دراسات الهيئة إلى أنه من المتوقع أن يستمر هذا النمو إلى أكثر من 8.3 ملايين نسمة عام 1450ه إضافة إلى التوسع في عمران المدينة التي تتجاوز مساحتها حالياً 1200 كيلومتر مربع، وهو ما من شأنه زيادة حجم الحركة المرورية المتولدة مستقبلاً. وتعتبر شبكة الحافلات الرافد الرئيس لشبكة القطارات بمدينة الرياض، كما أنها تمثل ناقلاً رئيساً للركاب ضمن الأحياء وعبر مناطق المدينة، وقد تم اختيار مسارات الحافلات بناء على عدد من المعايير والأسس، من أبرزها، التكامل مع شبكة القطارات، والتوافق مع المخطط العمراني والتوسع المستقبلي للمدينة، وربط مراكز التوظيف والمراكز التجارية بالأحياء، وتقليل حجم حركة السيارات على الشوارع والطرق، وتقليل حجم التلوث البيئي وهدر استهلاك الطاقة، وتقليل الوقت المهدر على شبكة الطرق. ويتضمن مشروع حافلات الرياض شبكة متكاملة من الحافلات، تغطي كامل المدينة وتوفر سبل التنقل الآمن واليسير لجميع فئات المجتمع، وتوفر هذه الشبكة التكامل مع شبكة قطار الرياض حيث يشترك عدد من الخطوط الرئيسة والخطوط المغذية للحافلات مع قطار الرياض بمحطات مشتركة، وتقسيم شبكة خطوط الحافلات إلى أربعة مستويات، خطوط الحافلات ذات المسار المخصص، وخطوط الحافلات الدائرية، وخطوط الحافلات العادية.