تشارك المملكة في قمة عالمية يومي 22و23 أبريل الجاري افتراضياً لمناقشة قضية التغير المناخي، بمشاركة 40 من زعماء العالم، تزامناً مع الاحتفاء بيوم الأرض العالمي، حيث يعمل قادة العالم على تنشيط الجهود للحفاظ على درجة حرارة الأرض، وعدم ارتفاعها إلا بمقدار 1.5 درجة مئوية. وتأتي مشاركة المملكة لدورها الرائد وتبنيها قضية حماية كوكب الأرض، والحفاظ على البيئة، حيث تبنت مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيسها مجموعة عمل دولية خاصة بالبيئة، كما أطلقت خلال رئاستها قمة العشرين مبادرتين عالميتين للحد من تدهور الأراضي، وحماية الشعب المرجانية، لما لذلك من أثر فعال في تعزيز الجهود الدولية للحد من آثار التغير المناخي في دول العالم. وتنطلق المملكة من مستهدفات رؤية 2030؛ لرفع كفاءة إدارة المخلفات والحد من التلوث، ومحاربة التصحر، والاستثمار في الثروة المائية والترشيد، واستخدام المياه المعالجة، إضافة لجهودها لتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 10% من الإسهامات العالمية، والوصول لأفضل النتائج كدولة رائدة في إنتاج النفط عالمياً. ويتزامن اجتماع قادة العالم، مع مبادرة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- «السعودية الخضراء» ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وزراعة 50 مليار شجرة في أكبر مشروع تشجيري حول العالم. وينظر العالم بتقدير لجهود المملكة التي تعمل على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4 %، من خلال مشروعات التقنية الحديثة الهيدروكربونية النظيفة، التي ستعمل على محو 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، ورفع نسبة المناطق المحمية لأكثر من 30 %، بما يعادل 600 ألف كيلومتر من مساحة المملكة الكلية، لتتجاوز المستهدف عالمياً بحماية 17 % من أراضي كل دول العالم، إضافة لاستعادة 40 مليون هكتار من الأراضي، بما يعادل 4 % من المستهدف عالمياً. لقد تضمنت الخطط الاستراتيجية السعودية هيكلة كاملة لقطاع البيئة، فأنشأت خمسة مراكز بيئية متخصصة، وأطلقت أكثر من 60 مبادرة تناولت مختلف جوانب البيئة، بتكلفة إجمالية تجاوزت 50 مليار ريال. وكانت المملكة رائدة في تدشين المدن الأكثر ذكاءً في العالم، تمثل ذلك في مدينة «ذا لاين» المشروع العملاق الذي أطلقه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في منطقة نيوم، والمعززة بالذكاء الاصطناعي، وخالية من الانبعاثات الكربونية، وبلا ضوضاء أو تلوث، أو مركبات وشوارع، تمتد بطول 170 كيلومتراً من ساحل نيوم على البحر الأحمر شمال غرب المملكة وتمر بجبال وصحراء نيوم شرقاً، وستضم أكثر من مليون شخص، كمنصة للابتكار والأعمال التجارية المزدهرة، باستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100 % لتكون مسؤولية الحفاظ على البيئة جزءاً لا يتجزأ من الأنظمة السعودية التي تعزز الممارسات المستدامة على الأصعدة كافة.