لقد دخلنا في الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك كل عام وأنتم بخير، بحيث يكون ثاني رمضان لنا منذ جائحة كورونا وندعو الله أن تنتهي هذه الجائحة وتعود ليالي رمضان. وتعود صلاة التراويح والفجر بنسائمها وروحانيتها. وأن نشتري لأطفالنا فوانيس رمضان ليخرجوا بها بسعادة، وأن يتم تعليق زينة رمضان في المنازل والأحياء. وأن تتزين شوارعنا ومساجدنا بالأنوار وتعود أجمل التجمعات العائلية نلتقى فيها بالعبادة وصلة الرحم. في هذه المقالة أحببت أن أطمئن الجميع ليس للصيام أي تأثير سلبي على صحتهم كما يعتقدون بحيث يظن معظم الناس أن تناول ثلاث وجبات يومياً، أمر ضروري لحفظ صحتهم ومناعتهم، أثبتت دراسة أمريكية أن الصوم وتقليل السعرات الحرارية، التي يحصل عليها الجسم لفترات معينة من الوقت ينشط ويعزز جهاز المناعة ويجدد خلاياه ويجعله أكثر عملا في الدفاع عن أجسامنا ضد الميكروبات والجراثيم، تعزيز المناعة يساعد أيضا بالاستجابة الفعلية لأي تطعيم سواء للأطفال أو البالغين أيضا يمكن أن يساعد في محاربة أعراض أمراض المناعة الذاتية التي ترتفع حدتها ما بين أمراض الروماتيزم والذئبة الحمراء وغيرها من الأمراض بحيث يصاب الشخص بهذه الأمراض عادة عندما يبدأ نظامه المناعي في محاربة خلايا أعضاء الجسم نفسه. وذلك نتيجة خلل الجهاز المناعي للجسم بالتعرف على الخلايا الذاتيه، بحيث لا يستطيع معرفة البصمة الوراثية الخاصة بخلايا الجسم فيتعامل معها كأنها جسم غريب عنه ويبدأ بمهاجمته باستخدام خلايا المناعة والأجسام المناعية. ما يسبب أضراراً وأمراضاً خطيرة بالجسم قد تتركز بعضو واحد مثل التهاب المفاصل أو مهاجمة الغدة الدرقية الناجم عن المناعة الذاتية أو قد تهاجم مجموعة من الأعضاء في نفس الوقت مثل مرض الذئبة الحمراء، ما قد يتسبب بمرض الجسم بأمراض يصعب الشفاء منها. أجريت الدراسة بشكل مبدئي على الفئران قبل متابعة التجارب بشكل محدود على البشر، وتبين أن الامتناع عن الطعام لعدة ساعات، تناول وجبات تحتوي على كميات محدودة من السعرات الحرارية يساعد أيضا في الحد من أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد. ويقول رئيس فريق البحث من جامعة ساوث كاليفورنيا الأمريكية دكتور لونجو: "عند تناول وجبات وفق نظام معين يشبه الصوم، يتم إفراز مادة الكورتيزون في الجسم التي تبدأ في قتل خلايا المناعة الذاتية، وهذه العملية يمكن أن تؤدي إلى تكون خلايا جديدة سليمة". ويعتمد النظام الغذائي الذي توصل إليه د. لونجو وفريقه على الحد من استهلاك السعرات الحرارية بواقع النصف على مدار ثلاثة أيام من كل أسبوع. أيضا أثبتت العديد من الأبحاث أن تقليل السعرات الحرارية في الصيام يقلل من ظهور آثار الشيخوخة على الأعضاء الخارجية والداخلية وتقلل العديد من الأمراض لدى الإنسان. أيضا للصيام دور مهم في الوقاية من مرض السمنة وأخطارها، حيث إنه من المعتقد أن السمنة كما قد تنتج عن زيادة استهلاك الطعام وخلل في تمثيل الغذاء، وعدة عوامل منها ما هو وراثي أو ضغوط بيئية أو نفسية تجبر الشخص على الأكل بشراهة، بحيث تتساعد هذه العوامل جميعاً في حدوث السمنة. لذلك الصوم يساعد على الاستقرار النفسي والعقلي نتيجة لوجود جو العبادة والروحانيات الإيجابية التي تحيط بالصائم، وكثرة الذكر، والسيطرة على الرغبات، في الصيام يقلل الصائم عادة من كمية الأطعمة مقارنة بالأيام العادية كالأطعمة السريعة والمحفوظة والدهنية لقلة عدد ساعات المسموح بها الطعام بالتالي يقي جسمه من السعرات الحرارية الزائدة التي تسبب السمنة ويحمي جسمه من السموم والمسرطنات الغذائية الناتج عن الزيوت المهدرجة والملونات ومحسنات الطعام. وفي الختام لا يخفى علينا الإعجاز العلمى في قوله تعالى: "وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "صوموا تصحوا" مع تمنياتي لكم بالصحة والعافية.