يعد العرض الإنساني لوقف الصراع في اليمن فرصة ذهبية لإنهاء المعاناة.. كدولة متعددة الأعراق والثقافات، دعمت موريشيوس دائمًا السلام العالمي. ولقد تابعنا عن كثب الأحداث الجارية في منطقة الخليج وخاصة الصراع في اليمن. ونأسف بشدة للخسائر في الأرواح خلال الصراع -وكثير منهم أبرياء- كما أننا نؤمن أن الصراع يولد الفقر ويعزز الهشاشة المؤسسية، مما يقلل بدوره من قدرة هذه المجتمعات على الصمود وإحلال آفاق السلام. ولهذا السبب نرحب بالخطة التي قدمها وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في مارس 2021 والتي قدمت فيها المملكة العربية السعودية خطة ورؤية جدية واضحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين أطراف النزاع، وقف إطلاق النار هذا سيتم التفاوض عليه تحت رعاية الأممالمتحدة. إن هذا الاقتراح مثير للاهتمام للغاية أولاً لأن موريشيوس تؤمن إيمانا راسخا بسياسة «إسكات البنادق» التي اقترحها وزير خارجية المملكة العربية السعودية. لقد دعمت موريشيوس جميع المبادرات والإجراءات الدولية، بما في ذلك مبادرة الاتحاد الإفريقي، من أجل إسكات البندقية. ثانياً، دعمت موريشيوس تقليدياً الدور المركزي الذي تؤديه الأممالمتحدة وكذلك المنظمات الإقليمية المحترمة مثل الاتحاد الإفريقي في حل النزاعات. إن الدعوة إلى وقف إطلاق النار هذا تحت رعاية الأممالمتحدة ستحقق التوازن في المفاوضات والثقة في العملية السلمية. ثالثًا، من منظور إنساني، نعتقد أن الاقتراح السعودي لتنفيذ وقف إطلاق النار في جميع أنحاء اليمن، بما في ذلك إعادة فتح المطار الرئيس في صنعاء، سيسمح بدخول الوقود الحيوي والواردات الغذائية والطبية، وهو أمر ضروري جدًا للشعب اليمني. كما نود أن نشيد ونهنئ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي قدم مؤخرًا تكرمًا منحة بقيمة 422 مليون دولار من المنتجات البترولية للمساعدة في إعادة تنشيط محطات الكهرباء في اليمن ودعم الخدمات العامة حيث تتأثر البلاد بشكل خطير بنقص الوقود. ومثل هذه الإجراءات بلا شك تعزز إجراءات بناء الثقة وتعزز جدية العرض السعودي بوقف إطلاق النار في اليمن لصالح الشعب اليمني. لذلك ندعو جميع الأطراف للعمل معًا لإنهاء النزاع وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية وتحقيق الاستقرار الدائم والسلام في اليمن لصالح الشعب اليمني الأكبر. * سفير جمهورية موريشيوس لدى المملكة العربية السعودية