قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن النضال ضد إيران "مهمة ضخمة". وجاءت تصريحات نتنياهو في اجتماع جمع كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، بعد ساعات من إعلان إيران انقطاع التيار الكهربائي عن منشأة نطنز النووية، حسبما ذكر بيان صادر عن مكتبه. وقال نتنياهو: إن "النضال ضد إيران ووكلائها والتسلح الإيراني مهمة ضخمة"، مضيفا أن "الوضع القائم اليوم لا يعني أن هكذا سيكون الوضع غدا". ونقل موقع (واي نت) الإخباري الناطق بالعبرية، عن مسؤولين استخباراتيين لم يسمهم قولهم، إن الموساد الإسرائيلي يقف وراء انقطاع التيار الكهربائي. ويأتي هذا التصعيد بعد وصول وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى إسرائيل، في زيارة استغرقت يومين أجرى خلالها محادثات أمنية. وتجري إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، محادثات غير مباشرة في جنيف بشأن تجديد محتمل للاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. وكثيرا ما أدلى نتنياهو بتصريحات ضد إيران، متهما إياها بالتخطيط لبناء أسلحة نووية تهدد أمن إسرائيل. من جهته اتهم نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، عضو الكنيست يائير غولان، من حزب ميرتس، الاثنين، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أنه بادر إلى كشف الهجمات الإسرائيلية في إيران، وآخرها التفجير في منشأة نطنز، من أجل خدمة مصالحه السياسية، في أعقاب تعثر مساعيه بتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة. وذكر موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، نقلا عن مسؤولين أمنيين، أن التسريبات الأخيرة حول هجمات منسوبة لإسرائيل ضد أهداف إيرانية لم تُنسق مع أجهزة الأمن وكبار المسؤولين الأمنيين، ولم يتم المصادقة عليها مسبقا. وبحسب تسريبات إلى وسائل إعلام إسرائيلية وعالمية، آخرها تسريب مسؤول في الاستخبارات الإسرائيلية لصحيفة "نيويورك تايمز"، الليلة الماضية، فإن الموساد هو الذي نفذ التفجير في نطنز. والأسبوع الماضي تسربت معلومات لوسائل إعلام أميركية تفيد أن وحدة كوماندوز إسرائيلية نفذت التفجير في السفينة "سافيز" الإيرانية، التي تعتبر سفينة عسكرية لأغراض التجسس وتعطيلها. وأضاف موقع "يديعوت أحرونوت" أن التسريبات مستمرة اليوم أيضا. "وهذه العمليات المنسوبة لإسرائيل تجري بين حين وآخر ولكنها تحت "سقف الضجيج"، لأن تسريبا أو تلميحا حيالها يُفسر أنه تبني مسؤولية إسرائيل و"تستوجب" إيران بشن هجوم انتقامي. بدوره أشار المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، إلى أن الهجمات الإسرائيلية ضد إيران "تستوجب من إسرائيل تيقظا استخباراتيا وعسكريا بمستوى مرتفع، وفي موازاة ذلك اتخاذ قرار حول كيف تعتزم مواصلة هذه المعركة المتصاعدة، التي تعقدت على خلفية العلاقات المتعثرة مع إدارة بايدن". وأضاف ليمور في تلميح إلى التصريحات والتسريبات أنه "من أجل ضمان أداء سليم في الجانب الإسرائيلي على الأقل، المطلوب هو أن يضع صقور الحكومة الفؤوس جانبا ويديروا جبهة منسقة، وقبل تشكيل حكومة جديدة". وأشار إلى أن جهاز الأمن الإسرائيلي موجود الآن في حالة تأهب "لامتصاص" ضربة وسط تقديرات أن إيران سترد على الهجمات الإسرائيلية. ورجح ليمور أنه "إذا كانت إسرائيل مسؤولة عن التخريب في منشأة التخصيب، فإنه تم نقل تقرير بشأنه إلى الأميركيين". وأضاف أن الإدارة الأميركية عبرت عن استياء من الهجمات الإسرائيلية ضد إيران في الأسابيع الأخيرة، وأنه تمثل ذلك بتسريبات معلومات حساسة إلى وسائل إعلام أميركية، "وعلى ما يبدو بهدف التلميح لإسرائيل بأن الولاياتالمتحدة ليست معنية بأن تعرقل إسرائيل محاولاتها لفتح صفحة جديدة مع طهران. وليس واضحا كيف سيكون رد فعل إدارة بايدن على التخريب الحالي، الذي يأتي في توقيت حساس، بعد أيام من استئناف المحادثات بين إيران والقوى العظمى". ورأى المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إيتمار آيخنر، في مقال بعنوان "رهان خطير"، أن "الانطباع أن إسرائيل تفعل أي شيء من أجل تعطيل الاتصالات بين الولاياتالمتحدةوإيران بوساطة أوروبية في الطريق إلى إحياء الاتفاق النووي وإلغاء العقوبات المفروضة على طهران". ولفت آيخنر إلى أن الهجوم في نطنز جاء في توقيت حساس، في موازاة وصول وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن إلى إسرائيل، في أول زيارة لمسؤول في إدارة بايدن. "زيارة أوستن تحمل رسالة، مفادها أن الولاياتالمتحدة تريد التأكد من أن إسرائيل لا تعتزم استهداف جهودها باستئناف المسار الدبلوماسي مقابل إيران في فيينا. وثمة من يرى بزيارة أوستن، في التوقيت الحالي، محاولة أميركية للجم إسرائيل". وأضاف آيخنر أن "إسرائيل تقوم هنا برهان خطير: من شأن هجمات محتملة في المستقبل ضد إيران أن تشعل المنطقة فيما ليس لدى إسرائيل دعم أميركي.. وإحدى المشكلات أن الثرثرة الإسرائيلية بعد هجمات ناجحة قد تجبي لاحقا ثمنا باهظا. ومن الجائز أن الهجوم في نطنز، إذا نُسب لإسرائيل، سيثير أفكارا أخرى في البيت الأبيض حول كيفية التعامل معها".