أفرجت إيران الجمعة عن ناقلة نفط ترفع علم كوريا الجنوبية احتجزتها في مياه الخليج العربي في يناير عندما كانت طهران تضغط للإفراج عن أصول إيرانية بمليارات الدولارات مجمّدة بموجب العقوبات الأميركية. وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان إنّ السلطات الإيرانية أطلقت سراح قبطان الناقلة مشيرة إلى أنّ السفينة "أبحرت بسلام". وأشارت مواقع إلكترونية تتيح تتبع مسارات سفن إلى أن ناقلة النفط البالغ طولها 147 مترا في طريقها نحو مضيق هرمز. واحتجز الحرس الثورة الإرهابي الناقلة "هانكوك تشيمي" مع طاقمها المكوّن من عشرين بحاراً من جنسيات عدّة في مطلع يناير، استناداً على اتهامات مزعومة من إيران. وكانت إيران من مصدّري النفط الرئيسين إلى كوريا الجنوبية إلى أن أوقفت سيول مشترياتها النفطية منها بسبب العقوبات الأميركية التي أعاد الرئيس السابق دونالد ترمب فرضها على إيران في 2018، في إطار سياسة "الضغوط القصوى" التي مارسها بهدف تجفيف عائداتها النفطية. وتقول طهران إنّ لديها ما مجموعة سبعة مليارات دولار من الأموال المجمّدة في سيول. وأعلنت سيول التوصل لاتفاق مع إيران في مارس للإفراج عن الأموال الإيرانية المحتجزة، إلا أنه يحتاج إلى ضوء أخضر أميركي. لكنّ الولايات المتّحدة سارعت إلى إعلان رفضها لهذا الاتفاق، معتبرة على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن أنّ أيّ إفراج عن أموال إيرانية مجمّدة بموجب العقوبات الأميركية لا يمكن أن يتمّ قبل أن تعود إيران إلى الامتثال بكامل التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولاياتالمتحدة في عهد ترمب. وفي بيانها الصادر الجمعة لم تأتِ وزارة الخارجية الكورية الجنوبية على ذكر الأموال الإيرانية المجمّدة. من جانب الشركة المشغلة للسفينة "دي أم شيبينغ" لم يشأ أحد التعليق على الأمر. وذكرت عدة وسائل إعلام كورية جنوبية أنّ رئيس الوزراء الكوري الجنوبي تشونغ سيي-كيون سيزور طهران قريباً، من دون أن تحدّد متى بالضبط ستجري هذه الزيارة. وفي يوليو 2019، احتجز الحرس الثوري الناقلة النفطية "ستينا إمبيرو" التي ترفع علم بريطانيا أثناء عبورها مضيق هرمز الذي يمرّ عبره خُمس الإنتاج النفطي في العالم، ولم تفرج السلطات الإيرانية عن السفينة إلا بعد شهرين. وأتى احتجاز طهران "ستينا إمبيرو" بعد أن اعترضت بريطانيا قبالة سواحل جبل طارق ناقلة نفط إيرانية قبل أن تفرج عنها رغماً عن الاعتراضات الأميركية.