قتل خمسة أشخاص في مختلف أنحاء ميانمار السبت، فيما يواصل الجيش حملات القمع ضد المظاهرات وحذرت مجموعة مسلحة من أزمة إنسانية بعد فرار أكثر من عشرة آلاف شخص من غارات جوية الشهر الماضي. وقال موقع "ميانمار ناو" الإخباري إن ثلاثة أشخاص قتلوا، في حملة قمع شنتها القوات المسلحة على مظاهرة في "مونيوا" بمنطقة "ساجاينج" صباح السبت. وقتل متظاهر وتم اعتقال عشرة آخرين في "ثاهتون" بولاية "مون" طبقا لمجلة "باجو" الأسبوعية على الإنترنت. وأخذ الجنود جثته. وتابعت المجلة أن صبيا قتل بالرصاص، رغم انه لم يشارك في الاحتجاجات. وذكر الاتحاد الوطني للكارين، وهو واحد من أكبر المنظمات المسلحة العرقية في ميانمار الجمعة أن أكثر من 12 ألف شخص فروا من قراهم في أعقاب غارات جوية عسكرية استهدفت منطقتي "موتراو" و"كلير هتو" في الفترة من 27 إلى 30 مارس الماضي. وحذرت المجموعة من أن ذلك أدى إلى "أزمة إنسانية رئيسة". وحثت المجموعة المجتمع الدولي على وقف بيع "جميع المتفجرات، الكبيرة والصغيرة، وأي تكنولوجيا متقدمة، يتم استخدامها لنشر الحرب والطائرات المقاتلة للقوات المسلحة". ودعت أيضا إلى "عقوبات قوية وفعالة ضد الانقلاب العسكري". يذكر أنه بعد فوز حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية بأغلبية واضحة في الانتخابات التي أجريت في نوفمبر الماضي، نفذ الجيش انقلابه، ووصف الانتخابات بأنها مزورة. وجرى إلقاء القبض على أون سان سو تشي، ولا تزال قيد الاحتجاز. ودعت المبعوثة الأممية الخاصة بميانمار كريستين شرانير بورجينير مجلس الأمن الدولي إلى التحرك لمواجهة العنف العسكري المستمر في البلاد. وقالت الدبلوماسية السويسرية:" أطالب المجلس بمراعاة كل الأدوات المتاحة لاتخاذ إجراء جمعي، وفعل الصواب، وما يستحقه مواطنو ميانمار ومنع كارثة متعددة الأبعاد في قلب آسيا". واستمرت أعمال العنف في ميانمار في إثارة المخاوف في أنحاء آسيا، حيث قالت سنغافورة والصين إنهما تشعران بالقلق" إزاء تصاعد العنف واستخدام القوة المميتة من جانب القوات الأمنية ضد المتظاهرين". من جهة ثانية بدأت محاولات المجلس العسكري الحاكم في ميانمار، لإنهاء المعارضة من خلال حجب الإنترنت، وإصدار أوامر باعتقال المنتقدين على الإنترنت بعد أن أصبحت التجمعات الكبيرة نادرة في مواجهة القمع المستمر من قبل قوات الأمن. وقالت جمعية مساعدة السجناء السياسيين السبت إن قوات الأمن قتلت 550 شخصا من بينهم 46 طفلا، منذ أن أطاح الجيش بحكومة منتخبة بزعامة أونج سان سو تشي في أول فبراير. وعلى الرغم من هذا القمع ينظم معارضو الانقلاب مسيرات يوميا في المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد وغالبا ما تكون في شكل عروض صغيرة وسريعة للتحدي قبل أن تتمكن قوات الأمن من الرد. ويتجمع الناس أيضا ليلا في وقفات بالشموع لكن المسيرات الضخمة التي اجتذبت عشرات الآلاف في الأيام الأولى من التحدي توقفت إلى حد كبير في المدن الكبرى. وذكرت وسائل إعلام رسمية، أن السلطات أصدرت أوامر باعتقال 18 من مشاهير قطاع الأعمال من بينهم شخصيات مؤثرة، على وسائل التواصل الاجتماعي وصحفيان بموجب قانون ضد المواد التي تحض أفراد القوات المسلحة على العصيان أو إهمال واجبهم. وعلى الرغم من حظر الجيش منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك فقد واصل المجلس العسكري استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعقب المنتقدين والترويج لرسالته. وأدانت الولاياتالمتحدة قطع الانترنت. وقالت جالينا بورتر المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في إفادة صحفية "نأمل ألا يؤدي هذا إلى إسكات أصوات الناس".