واصل المتظاهرون في ميانمار احتجاجاتهم على الحكم العسكري أمس الأحد، على الرغم من ارتفاع حصيلة القتلى على يد قوات الأمن، بينما بدا المجلس العسكري الحاكم عازما بذات الدرجة على مقاومة الضغوط الخارجية وعدم تقديم أي تنازلات. وقال طبيب: إن رجلا قتل وأصيب عدة أفراد، عندما فتحت الشرطة النار على مجموعة كانت تقيم حاجزا على الطريق في مدينة مونيوا في وسط البلاد. وأصدرت جمعية أهلية نداء على "فيسبوك" للتبرع بالدم. ودفع العنف العازمين على مقاومة العودة للحكم العسكري، بعد ما قطعته بلادهم بخطوات مهمة صوب الديموقراطية على مدار عقد، إلى الخروج بأفكار مبتكرة للتعبير عن معارضتهم. ونظم المحتجون فيما يقرب من 20 موقعا في أنحاء البلاد، احتجاجات خلال الليل بإضاءة الشموع، من مدينة يانجون الرئيسة إلى بلدات صغيرة في ولاية كاشين في الشمال، وبلدة كاوثونج الواقعة في أقصى الجنوب، وذلك طبقا لحصر للمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. وأظهر فيديو نشره موقع "مزيما" الإخباري على الإنترنت "احتجاجا في الفجر" إذ نظم المئات في ماندلاي ثاني أكبر مدن البلاد، من بينهم العديد من العاملين في قطاع الصحة مرتدين لمعاطفهم البيضاء، مسيرة قبل شروق الشمس. ولم يتسن الاتصال بالمتحدث باسم المجلس العسكري للتعليق، لكنه قال في السابق: إن قوات الأمن لا تستخدم القوة إلا عند الضرورة فقط. ويصبح عدد من قتلوا منذ الانقلاب وفقا لجمعية مساعدة السجناء السياسيين 248. وذكر المجلس العسكري من قبل أن شرطيين قتلا خلال الاحتجاجات. وأثار الانقلاب والقمع العنيف للاحتجاجات إدانة دول غربية، وبدأت بعض الدول الآسيوية المجاورة لميانمار في إبداء انتقاداتها أيضا بعد أن تجنبت لسنوات تبادل الانتقادات. وقال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، في بعض أقوى التعليقات حتى الآن من قبل زعيم إقليمي: إنه "يجب وقف العنف فورا". ودعا إلى عقد اجتماع عاجل لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تضم في عضويتها ميانمار. وأيد رئيس الوزراء الماليزي محي الدين ياسين، هذه الدعوة قائلا: إنه "يشعر بالاستياء من الاستخدام المستمر للعنف الذي يصل لحد القتل ضد المدنيين". كما انتقدت سنغافورة أعمال العنف والانقلاب الذي كان أدى إليه، ودعت إلى الإفراج عن الزعيمة أونج سان سو تشي، وقال وزير الخارجية الفلبيني تيودورو لوكسين: إن على آسيان اتخاذ إجراءات. لكن الجيش لم يُظهر أي علامة على التخلي عن موقفه، ودافع عن استيلائه على السلطة والذي عرقل الانتقال البطيء إلى الديموقراطية في بلد حكمه الجيش منذ عام 1962، وحتى بادر جنرالات بتطبيق بعض الإصلاحات قبل عقد. ويقول المجلس العسكري: إن الانتخابات التي جرت في الثامن من نوفمبر، وفاز بها حزب الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية بزعامة سو تشي زورت، وهو ما نفته مفوضية الانتخابات. ووعد قادة الجيش بإجراء انتخابات جديدة لكنهم لم يحددوا موعدا لها. وزار الجنرال مين أونج هلاينج قائد الانقلاب السبت جزر كوكو وهي من أهم المواقع الاستراتيجية على حدود البلاد وتقع على بعد نحو 400 كيلومتر إلى الجنوب من يانجون، ليذكر أفراد القوات المسلحة أن مهمتهم الأساسية هي الدفاع عن البلاد ضد ما وصفه بالتهديدات الخارجية.