هل تعرف هذا الفيروس؟ وهل تعرف أضراره؟ وهل أنت مصاب به؟ الفيروس: عبارة عن سؤال، ونقد، واقتراح، ورأي، يقدم للآخرين دون إلمام واستئذان، هذا الفيروس خطير ومرير على أي علاقة؛ كون ناقله لا يعلم بخطورة ما يحمله من آثار سلبية على المجتمع والفرد، وتجاوزات لا تبررها دوافع المحبة، والخبرة، فهذه العوامل تتحول من مساعدة إلى مضايقة إذا قُدمت دون إلمام واستئذان؛ لأن كل إنسان لديه مجموعة من المقومات، والخبرات ما تأهله للقيام بشؤونه الخاصة على أكمل وجه بالصورة التي يراها مناسبة وفق ظروفه الخاصة، ولديه من الإمكانات، والقدرات للتغلب على الأزمات والمشكلات، ولديه القدرة على اختيار الوقت، والشخص المناسب لطلب المساعدة. كل ما يحتاجه منك حينما يلتقي بك ابتسامة، وعناقا، وأحاديث عامة تكون الحياة الخاصة بعيدة عن مجلسكم بُعد المشرقين؛ لأن بعض الخبرات منتهية الصلاحية، وبعضها قاصرة وناقصة وغير مواكبة، بعض الآراء تقدم دون وعي كامل بالموضوع، بعض النصائح تقدم على شكل وصايا، لا يقبلها الحر مهما كان قائلها وثمنها، بعض الأسئلة تتجاوز ساحل الاطمئنان إلى بحر الخصوصية وهذا عمل غير صالح! هذا التخصص له مستقبل كبير جدا، تزوّج كي نفرح بك، لماذا لا تشتري لك منزلا؟ خذ هذا العلاج وتناوله ثلاث مرات ما أنصحك بالابتعاث، هذا الأمر مكروه، وغيرها من الأحكام العشوائية. وياللعجب تجدهم في المجلس الواحد يتحدثون بلسان الأكاديمي، والمستشار، والطبيب، والمهندس، والمفتي، والغريب أنهم أكثر الناس تدخلا وأقلهم نفعًا، وأكاد أجزم أن دوافع هذه التدخلات هو هوس في الخبرة وفرط في السيطرة وإسراف في الاطلاع. الاستشارة مهمة في حياة الإنسان، بشرط أن يُستشار المتخصصُ في مجاله، لا الأكبر سناً ولا الأقرب نسبا، ولدي قناعة كبيرة أن هؤلاء المصابين بهذا الفيروس مقصرون بحق أنفسهم وبحق المهام المنوطة لهم؛ لأنهم لو قاموا بها على أكمل وجه لما أصبح لديهم متسع من الوقت لمضايقة الآخرين والتطفل على حياتهم. أحلامٌ تبخّرت، ومشاريع تعطّلت، وقوى بشرية تحطّمت، وأسرٌ تمزّقت، وأجسادٌ تألّمت، وقلوبٌ تفطّرت وعلاقاتٌ تفرّقت بسبب هذا الفيروس الخبيث، والضحايا في ازدياد ما دام المصابون بهذا الفيروس ينعمون بالأمن والأمان، لذا عرّوهم وافضحوهم وانبذوهم من مجالسكم يخلُ لكم وجه الحياة المفعم بالسعادة. ختاما: أقترح أن تُحاسب الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية كل من يقوم بأدوارها، وأقترح أن يتقدم الأشخاص الذين تضررت حياتهم الأسرية والصحية والعلمية والتجارية بسبب آراء غيرهم بدعوة رسمية للقضاء ضدهم.