ما دور الناقد الفني؟ هو تعبير من متخصّص يمكن أن نسميه ناقدا يتمكن من تحليل عناصر العمل الفني في مختلِف المجالات من وجهة نظر الناقد، بحيث يذكر مواضع القوة يحدد مواطن الضعف في العمل الفني، وقد يقترح الحلول أحيانا. ويعني هذا تذوّق العمل الفني في أعلى مستوياته، والنّاقد الفني هو الذي يتمكن من تفسير محتويات العمل الفنّي، من خلال العناصر الفنية التناغم في عناصر اللوحة: الألوان التوازن ومعاني الرمز وغيرها من الأساسيات. كما أن تتبع البناء التشكيلي للعمل والكشف عن دلالته التعبيرية، ومدى ارتباط الموضوع من خلال المعاني المتواترة في اللوحة، وقد يصف الناقد أو المتذوق العمل الفني من خلال إحساسه المباشر بالعمل الفني ومدى تأثيره على المتلقي. أما كيف تتم عملية النقد فهي تتم من خلال تبصر عميق وتأمل واعٍ للعمل الفني؛ حيث يجب على الناقد أن ينفذ إلى أفكار الفنان ومشاعره، وأن يمتلك نوعًا من القدرة والفراسة في قراءة الخواطر التي عرضت لهم، واستحضار التجارب السابقة ومدى تأثر الفنان بالقضايا التي ألهمته العمل ومدى ارتباطها بالموضوع، حتى يتمكن من التعايش معهم ضمن أعمالهم، فيحس بإحساسهم وينظر ببصائرهم حتى يتمكن من النفاذ إلى جوهر العمل الفني والبدء في تذوقه من خلال الإحساس النظري المكتسب بالخبرة البصرية إضافة إلى عين الخيال التي من المفترض أن يتمتع بها، حتى يتمكن من تقدير مواطن الجمال الفني ومدى تحقيقها في العمل الفني. وتتكون هذه الخبرة من المعرفة الفنية، التي يحصل عليها الناقد من خلال احتكاكه المباشر بالفنانين والتعايش مع الأعمال الفنية، إضافة إلى تمكنه الأكاديمي ومدى معرفته بالقواعد التي تدعم العمل الفني. وتظل الأفكار المكتسبة قابلة لقراءات متعددة مختلفة، وبالتالي ومن المفترض أن يتمتع الناقد بالقدرة على مناقشة العمل الفني بموضوعية وشمول يعالج من خلاله الحدث في اللوحة بما يحتويه من عناصر يقول "هاري برودي" أستاذ الفن بعد أن لخّص وظيفة النقد الفني بقوله: "يوضّح النقد الفني أسباب إعجابنا بالعمل الفني". لوحة الفنان جيلان حدجي