عبدالله بن صقر معلم تربية فنية للمرحلة الابتدائية ، وفنان سعودي معاصر من المدرسة الانطباعية، من الجيل الثالث في الفن التشكيلي السعودي ، حصل على العديد من الجوائز خلال مسيرته الفنية ، وتم اقتناء أعماله الفنية من خلال مؤسسات حكومية وأهلية بالإضافة إلى العديد من الشخصيات المهمة في المجتمع ، كما شارك في العديد من المعارض المحلية والسفارات الخارجية. فنان عاشق للوطن والتراث ، محب للفن ، تميزت أعماله بالرقصات الشعبية من جميع مناطق المملكة « الفلكلور السعودي» التي تحتوي على العديد من القيم الجمالية والفكرية والاجتماعية حسب وصفه « بأنها موضوعات ثرية بها من المتعة التي شعر معها باللذة والاكتفاء عن غيرها من الموضوعات » ، كما تناول عددا من الموضوعات المختلفة ، معتمدًا على ذاكرته البصرية القوية ، التي تعود إلى قراءاته المتنوعة لكتب كبار الفنانين العالميين و أهمها مذكرات و وصايا ليوناردو دافنشي . تميزت لوحات ابن صقر بالبساطة في العناصر والتكوين ، والإيقاع الجميل و الحركة الديناميكية اللونية والخطية وكأن هناك حوارا بين العناصر الفنية والبناء الفني بكل أركانه، التي يخلق منها تفاصيل متنوعة تشعر معها وكأنك أمام مشهد حي ، تجمع بين الأصالة والتفرد ، تلك القيم الحسية والوظيفية والقيم المرتبطة بالأبعاد الرمزية والتعبيرية ،إلا أنه تميز بالقيمة اللونية، التي تكمن في تحقيقه أهدافا متعددة التشكيل ، ، وتشير (الهزاع،2010) إلى القيم اللونية «هي التي تبرز مميزات مختلفة للفن وبأهداف وأفكار متغايرة ، ولكنه بقصد رؤية يتوصل إليها الفنان مجسما تلك الأفكار ، بحيث تمكنه من إيجاد الحلول الكافية في التكوين ، لخلق الحركة الدرامية والديناميكية أو المستقرة في تشكيل الوحدة العامة للوحة ، وإيجاد الدرجات الضوئية المختلفة للإيحاء بالعمق الفراغي داخل اللوحة أو تجميع المركز الضوئي واللوني للأهداف الرئيسة ، محققا إحساسا مجسدا ومساعدا أساسيا لهدف الموضوع من ناحية الرؤية».. بدأت مسيرته الفعلية في الفن بعد استلامه أول جائزة « الجائزة الثانية في الدورة الأولى لجائزة الدكتور عبدالمحسن القحطاني للفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بجدة» حيث عبر عن ذلك بأنها الانطلاقة الأولى الفعلية للفن ، ولم يكن الدافع هو الشهرة أو الأموال، فكان المحرك الأول رغبته الدفينة بخلق عالمه الخاص وأسلوبه المتفرد خصوصاً عندما تفرد بالخبرة اللونية ، حيث تعود إلى قصة الأمل والمثابرة والطموح ، حيث كانت بدايته عندما تواصل مع أحد الفنانين الغربيين عبر موقع خاص بالفنان ليعرض أعماله على ذلك الفنان عام 2004م ، حيث كان التواصل الإلكتروني في بدايته في المملكة ، فكان رد الفنان على ابن صقر أن أسلوبه جيد ولكن يحتاج بأن يمارس الفن من خلال اللون ويكتسب الخبرة اللونية التي من المفترض أن يتمكن منها بعد أربع سنوات من الممارسة والعمل الدؤوب، مما خيب آمال الفنان الصغير في تلك البدايات ، لكن الجدير بالذكر أن ابن صقر أدرك ما يعنيه ذاك الفنان بمفهوم «الخبرة اللونية « بعد ممارسة دامت عشر سنوات . ومن خلال اللقاء القصير مع ابن صقر و طرح العديد من الأسئلة حول أعماله والمراحل الفنية والاجتماعية التي مر بها والتي أثرت على موضوعاته وأسلوبه الفني اكتفى بقول : «إن الفنان لا يتحدث كثيرا ، يعبر بفرشاته لا بكلماته ، ومن خلال أعماله يستطيع المتلقي أو المتذوق « الجمهور» ان يترجم تلك المراحل الفنية التي مر بها الفنان ليخضعها إلى التحليل والنقد» . * معيدة وباحثة في التربية الفنية