ولد الهلال من عدم بقصة غريبة حيث أتت فكرة التأسيس عندما عرض جلالة الملك سعود - رحمه الله - على الشيخ ابن سعيد تأسيس نادٍ بعد أن التقاه في قصره، وهذه قصة يعرفها المهتمون بشأن التاريخ الرياضي، وكذلك نادي الهلال ولكن الجزء الأهم في فكرة التأسيس نبع من شخص محب لابن سعيد الذي تربطه معه علاقة وثيقة فهذا الشخص المبتعد عن الظهور الإعلامي أعماله تتحدث عنه لم يظهر يوماً بالإعلام ليبرز ما فعله «فواثق الخطوة يمشي ملكاً» والتاريخ لم ينسه وأنصفه ابن سعيد في لقائه المصور قبل وفاته - رحمه الله - وكذلك ذكره في وثائقه التي سترى النور قريباً بإذن الله عبر كتابه الذي يحتوي على أسرار رياضية وذكريات يجهلها الكثير في وسطنا الرياضي، ولكنه - رحمه الله - دوّن كل شيء وأعطى كل ذي حق حقه. فعراب تأسيس الهلال هو صاحب السمو الملكي خالد بن سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي توفي - رحمه الله - العام الماضي في يوم الثلاثاء بتاريخ 16 / 11 / 1441ه، وكان له دور كبير بعودة شيخ الرياضيين إلى المجال الرياضي بعد أن ترك نادي الشباب بعد عشر سنوات من العمل فيه، بعد أن حدثت بعض الخلافات مع مسيري نادي الشباب فضل الابتعاد بكل هدوء ولكن الأمير خالد بن سعود كان له نظرة ثاقبة وعين بصيرة وفراسة بابن سعيد فهو يعرف قدراته وما يملكه من فكر سابق لعصره وجيله بعشرات السنوات فكان لتأسيس نادي (الأولمبي سابقاً) الهلال الحالي قصة يجهلها الكثير وخرجت أصوات نشاز تنسب تأسيس نادي الهلال لأشخاص آخرين لأغراض في أنفسهم ولكن هؤلاء الفئة المضللة للتاريخ تجاهلوا دور جلالة الملك سعود وابنه الأمير خالد بن سعود - رحمهما الله - في الدعم الكبير لابن سعيد - رحمه الله - أسس نادٍ تربع على عرش أكبر قارات العالم واكتسح البطولات المحلية وحظي بأكبر شعبية جماهيرية في منطقة الخليج وامتدت من المحيط إلى المحيط. وقصة التأسيس التي أوردتها «الرياض» عبر صفحة نجوم الأمس التي يقدمها الزميل فهد الدوس في يوم الجمعة 19 ذو القعدة 1441ه - 10 يوليو 2020م، وحسبما ذكرها بالنص مؤسس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد عندما التقى بالأمير خالد بن سعود - رحمهما الله - إذا قال وقبل وفاته بعامين تقريبا وروى تفاصيل ما دار حينما قابل جلالة الملك سعود - رحمه الله - أوائل عام 1377ه مشيرا إلى أن سموه جاء مع سائقه ليأخذ ابن سعيد إلى الناصرية دون أن يعلم بوجهه سموه قائلا: ركبت مع الأمير خالد وفي الطريق سألني عن أسباب تركي رئاسة الشباب وقال لي سموه: «إذا بتطلع فريق فسأساعدك ولا عندي مانع أبدا» وحين وصلنا بيت والده الملك سعود بعد صلاة الظهر أخبرني بوجود والده داخل القصر، وأمام هذه المفاجأة ولعدم استعدادي حاولت الاعتذار لكن سموه أصر على دخولي قائلا: «ادخل بس وبيجيك خير» فقلت له إن شاء الله. دخلت وسلمت على الملك وقبلت رأسه - رحمه الله - فبادرني بالسؤال: «وش بلاك تركت اخوياك» (بهذه اللهجة). فأجبته: «يا طويل العمر أنا تعبت بعد 10 سنوات عمل» ولم أذكر له أن هناك مشكلة إدارية مع الشبابيين وإذا سافرت قاموا بتغيير اللاعبين. ثم التفت جلالته إلى - مسؤول الشؤون الخاصة - عيد بن سالم قائلا وبالحرف الواحد «بلغوا ابن فيصل - الأمير فهد الفيصل أمين مدينة الرياض آنذاك - إذا ابن سعيد طلّع نادي يعطيهم ملعب» وطلب من ابن سالم يؤمن لنا سيارة لتنقلات اللاعبين وأدواتنا الرياضية. فأعطانا عيد سيارة لوري وأسست الأولمبي وتم تأمين طلبنا بالحصول على ملعب البلدية في الملز لتدريباتنا. وكانت هذه قصة تأسيس نادي الهلال التي رواها ابن سعيد - رحمه الله - وأنصف جلالة الملك الداعم الأكبر لتأسيس الهلال، وأنصف سمو الأمير خالد بن سعود - رحمه الله - بالدور الذي قام به بعد مشيئة الله، لو لا وجوده وتمهيد الطريق لابن سعيد مع جلالة الملك سعود - رحمهم الله جميعاً - لما استطعنا أن نشاهد نادياً يشرف الوطن كما فعل الهلال على الصعيد المحلي والخليجي والعربي والقاري، فدور سمو الأمير خالد يجب أن يعرفه القاصي والداني والصغير قبل الكبير، فقد أصبح الهلال نادياً ملكياً بدعم جلالة الملك سعود لتأسيسه مع ابنه خالد - رحمهما الله - وكذلك سمي الهلال بأمر من جلالة الملك سعود الذي أمرر بتغيير اسم «الأولمبي» كونه اسماً غير عربي إلى اسم الهلال الذي كان من اختيار جلالته من بين ثلاثة أسماء كانت (اليمامة - الوحدة - الهلال) الذي اعتمد الاسم الثالث وهو الهلال. عبدالحكيم العضيب - الرياض