جاء خبر وفاة الرجل الرياضي والمؤسس للحركة الرياضية السعودية الشيخ عبدالرحمن بن سعيد محزناً للرياضيين في الوطن كافة حتى إن اختلفت ميولهم إلا أن الجميع يجمع على أن ابن سعيد قامة رياضية مات بموتها التاريخ الرياضي فهو"رحمة الله " بدأ مشواره الرياضي عام 1365ه عضواً في فريق الموظفين الذي يجمع نخبة من الموظفين في القطاعات الحكومية كافة ليمارسوا الرياضة مع مجموعة من الرياضين القدامى أمثال محمد الصائغ وكان بن سعيد يشغل خانة الهجوم إلا أن مشواره كلاعب لم يستمر لأكثر من أربع اعوام، إذ أصيب في مباراة أمام الجيش مما أجبره على ترك ممارسة الكرة والتوجه للعمل الإداري وفي عام 1367ه قرر ابن سعيد أن يؤسس فريقاً يترأسه ويديره وفقاً لأفكاره الخاصة لا أفكار الغير، فكان حامد نزهت ممن أيده للإقدام على هذه الخطوة كونه محباً لكرة القدم إلى جانب صالح ظفران والذي اقترح تسمية الفريق ب"شباب الرياض" وبسبب قلة المال ذهب بن سعيد يرافقه عبدالله بن أحمد إلى فهد الفيصل أمين مدينة الرياض يطلباه مالاً لتوفير ملعب وملابس وشبكات فوافق الفيصل مشترطاً أن يتم تسمية الفريق "شباب الرياض البلدي" كون الأمانة هي من ستصرف أموالاً لتأسيس الفريق، وبعد عشر سنوات غادر بن سعيد نادي الشباب وتلقى دعوة من جلالة الملك سعود رحمة الله عن طريق رئيس الحرس الوطني الأمير خالد بن سعود وأيد جلالة الملك سعود تأسيس نادٍ جديد في الرياض ووفر الإمكانيات لأبن سعيد فأسماه بن سعيد فريق الأولمبي في 21/3/1377ه وبعد قرابة عام أقيمت مباراة بين الشباب والأولمبي بحضور الشيخ عبدالله سالم الصباح أمير الكويت وجلالة الملك سعود بن عبدالعزيز وبعد نهاية المباراة استدعى جلالة الملك سعود ابن سعيد وأمره بتغيير اسم ناديه الأولمبي فعاد ابن سعيد للنادي الأولمبي وتناقش مع بعض المحبين واتفقوا على ثلاث أسماء "يمامة نجد والوحدة والهلال" فكانت رغبتهم تميل إلى الاسم الأول وأرسلوا بذلك إلى جلالة الملك سعود في رحلة صيد وجاءهم الرد بأن يسمي النادي باسم الهلال وفي عام 1381ه قاد ابن سعيد الهلال لتحقيق أول بطولة وهي كأس الملك على حساب الوحدة كما قاد الهلال لتحقيق الثنائية عام 1384ه على حساب الاتحاد والوحدة، وعمل ابن سعيد في النادي الأهلي كونه من محبي هذا النادي وبعد استقالة رئيسه علي جاسر آنذاك استنجد نائبه أسعد بخش ومدرب الفريق أحمد عبدالله ببن سعيد للحاق والتصدي لمهام الرئاسة كونها تصادف فترة تسجيل ويحق لكل لاعب الانتقال عن الفريق وهو ماحدث وتسبب بانتقال أربعة عشر فريقاً للوحدة، وكان الأهلي بمسماه القديم "الثغر" يفتقد لعدد من اللاعبين ومعرضاً للشطب وفقاً للائحة النظام آنذاك والتي تحتم على كل نادٍ أن يكون لديه أربعون لاعباً وفي حال نقص لاعب واحد يتم شطب النادي فاستكمل ابن سعيد كشف أسماء نادي الأهلي عن طريق فريق أهلي الرياض "الرياض حالياً" كونه مسؤولاً عن فريق الرياض كذلك بوصية من عبدالله الزير وكان ابن سعيد يخصص ثلاثة أيام للذهاب إلى نادي الرياض كل أسبوع ، وعرض أسعد بخش رئاسة النادي الأهلي على ابن سعيد ووافق على الجلوس فوق كرسي الرئاسة في البيت الأهلاوي، عاد ابن سعيد للعمل في البيت الأزرق عام 1403ه نائباً للأمير الراحل عبدالله بن سعد. يتميز ابن سعيد رحمه الله بالأفكار المميزة والرائعة ففي بداية الثمانينات تبنى فكرة إقامة أربعة لقاءات ودية يكون دخلها إلى المجاهدين الجزائريين في معركتهم وسط تأييد من الأمير سلمان بن عبدالعزيز وأثمرت الدورة عن فوائدها حيث بلغ دخلها 27 ألف ريال كانت دليلاً على مدى تأثير الرياضة على الجماهير، وعلى الرغم من حب بن سعيد الشديد لنادي الهلال أشتهر بمقولته "لدي تسع أبناء والهلال عاشرهم" إلا أنه كان ضد فكرة الاستمرار على كرسي الرئاسة طويلاً وفضل الاستقالة والعمل في مجالات أخرى إلى جانب الاستمرار في مساعدة الأندية الرياضة المستجدة حديثاً في وقتها وهو ما كان له الأثر الكبير في الرياضة السعودية من خلال وقوفه مع ناديي الشباب والهلال والأهلي والرياض وهذا دليلاً على ما يملكه بن سعيد من فكر رياضي كان مؤثراً على خارطة الرياضة السعودية. ابن سعيد كافح وذلل المصاعب في بداية جهاده الرياضي نحو تأسيس حركة رياضية تظل للأجيال المتعاقبة، وبذل كل مافي وسعه لبقاء الرياضة على قيد الحياة على الرغم من عدم اهتمام المسؤولين والمواطنين آنذاك في الرياضة إلا أن كفاح بن سعيد وممن كان معه أسس لرياضة سعودية كانت خير ممثل للكرة الآسيوية والعربية في كؤوس العالم والبطولات العالمية وأنجبت العديد من الأساطير السعودية والمواهب الرياضة. مافعله ابن سعيد مثال لطموح الشخص وقوة العزيمة والإرادة والإصرار فلا نملك سوى الدعاء لابن سعيد بالرحمة والمغفرة فرحيله خسارة للرياضة السعودية كونها تفقد واحد من مؤسسيها رياضياُ، وكل مانتمناه كرياضيين أن يعمل أبناء الفقيد على استخراج كتاب من مذكرات والدهم لإثراء الساحة الرياضية من الجوانب التأريخية ولتثقيف الجيل القادم عن بدايات الكرة السعودية فرحم الله ابن سعيد وأسكنه فسيح جناته أسس ناديه الذي عشقه "هلالاً" وفارق الحياة ليلة إكتمال القمر "بدراً" مثلما إكتمال الهلال بالألقاب والإنجازات. أتمنى أن تقام دورة رباعية كل عام تجمع أندية الهلال والشباب والرياض والأهلي على كأس المرحوم عبدالرحمن بن سعيد كتخليد لذكراه في الساحة الرياضية، خصوصا أنه من أسس وساهم في تأسيس هذه الأندية الأربعة.