قتل خمسة مدنيين، الأحد، في قصف مدفعي شنته قوات النظام وطال مستشفى في مدينة الأتارب في شمال غرب سورية، رغم وقف إطلاق النار الساري منذ أكثر من عام، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن للوكالة الفرنسية: إن "قوات النظام استهدفت بست قذائف مدينة الأتارب" في ريف حلب الغربي، وطال القصف وفق عبدالرحمن "باحة ومدخل مستشفى المدينة الذي يقع داخل مغارة، ما أسفر عن مصرع سبعة مدنيين، بينهم طفل وأحد العاملين في المستشفى". وأصيب 11 شخصاً آخرين بجروح، بينهم عاملون في المستشفى، وشاهد مراسل الوكالة الفرنسية أضراراً طالت مدخل المستشفى، وقد اخترقت قذيفة سقفه، كما تكسر زجاج غرفة الاستعلامات، وانتشرت بقع دماء في المكان. وتسيطر هيئة تحرير الشام وفصائل مقاتلة أقل نفوذاً على نحو نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية لها من محافظات حلب وحماة واللاذقية، ويقطن في تلك المنطقة نحو ثلاثة ملايين شخص نصفهم من النازحين. ويسري منذ السادس من مارس وقف لإطلاق النار في إدلب ومحيطها، أعلنته موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل، وأعقب هجوماً واسعاً شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر، دفع نحو مليون شخص للنزوح من منازلهم، وفق الأممالمتحدة. ولا يزال وقف إطلاق النار صامداً إلى حد كبير، رغم خروقات متكررة يتضمنها قصف جوي روسي. وطالما شكلت المستشفيات هدفاً للقصف، خصوصاً خلال الهجمات المتلاحقة التي شنتها قوات النظام بدعم روسي، ولحماية المنشآت الطبية جرى إنشاء مستشفيات عدة داخل مغارات أو ملاجئ تحت الأرض. وأحصت منظمة الصحة العالمية 337 هجوماً، على مرافق طبية في شمال غرب سورية بين العامين 2016 و2019. وبحسب الأممالمتحدة، فإن سبعين في المئة من العاملين في مجال الرعاية الصحية فروا خلال سنوات النزاع، بينما دُمّر أو تضرر أكثر من خمسين في المئة من البنى التحتية الصحية. وتشهد سورية منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمصرع أكثر من 388 ألف شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.