قُتل سبعة مدنيين على الأقل بينهم أربعة أطفال الأربعاء في قصف صاروخي شنّته قوات النظام السوري على محافظة إدلب في شمال غرب سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد في بيان عن سقوط قتلى وجرحى في "قصف صاروخي مكثف صباح الأربعاء من قبل قوات النظام على مناطق في محافظة إدلب، حيث ارتفع تعداد الشهداء إلى سبعة بينهم أربعة أطفال" مشيراً أيضاً إلى "وجود نحو عشرين جريحاً في مناطق متفرقة من إدلب، بعضهم في حالات خطرة". وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن القصف الأعنف استهدف مدينة أريحا حيث قُتل أربعة مدنيين بينهم طفلان. وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أخرى أقل نفوذاً حالياً على حوالي نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية. وتؤوي المنطقة ثلاثة ملايين شخص نصفهم من النازحين. ويسري في مناطق في إدلب ومحيطها منذ السادس من مارس وقفاً لإطلاق النار، أعلنته كل من موسكو حليفة دمشق، وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة، بعد ثلاثة أشهر من هجوم واسع شنته دمشق في المنطقة وتسبب بنزوح نحو مليون شخص، لم يعد غالبيتهم إلى بلداتهم حتى الآن. ولا تزال الهدنة صامدة، رغم أنها تشهد بين الحين والآخر خروقات من الطرفين، وفق المرصد. وفي ديسمبر، بدأت قوات النظام بدعم روسي هجوماً واسعاً في إدلب ومحيطها وتركزت العمليات بداية على ريف إدلب الجنوبي ثم على ريف حلب الغربي المجاور. وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 500 مدني، وفق المرصد. وندّدت منظمة هيومن رايتس ووتش مؤخراً بقصف المدنيين خلال هذه الهجمات التي استهدفت خصوصاً مستشفيات ومدارس وأسواق، معتبرةً أنها "شكلت جرائم حرب على ما يبدو، وقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية". وتسيطر هيئة تحرير الشام حالياً على حوالى نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية. وتنشط في المنطقة أيضاً فصائل مقاتلة أقل نفوذاً. وأكدت دمشق مراراً عزمها على استعادة السيطرة على كامل الأراضي. في أواخر أكتوبر، قُتل نحو ثمانين مقاتلاً سورياً من فصيل سوري موال لأنقرة جراء غارات شنتها روسيا على معسكر تدريب في شمال غرب سورية، وفق المرصد. وتشهد سورية نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه قبل أكثر من تسع سنوات بمقتل أكثر من 380 ألف شخص ودمار واسع في البنى التحتية، عدا عن نزوح وتشريد الملايين داخل سورية وخارجها.