تلعب الرياضة دوراً كبيراً في بناء العقول ونهضتها ورقيها وتعاملها وتعايشها مع العالم الآخر، ولكن أصبحت ظاهرة التعصب الرياضي مؤرقة وشائعة لدى بعض الأندية الرياضية وجماهيرها، ومن أسباب هذه الظاهرة عدم التحلي بالروح الرياضية وعدم تحكيم العقل والتوازن، والأنانية، بالإضافة إلى مؤثرات خارجية تسهم في دفع المشجع إلى التعصب، ومنها التصريحات الإعلامية من بعض الأجهزة الإدارية وبعض اللاعبين تجاه المنافس، والأخطاء التحكيمية، وإن التحلي بروح التوسط والاعتدال في الميول الرياضي، وعدم التعصب المنطوي على الإساءة للآخرين أو البذاءة اللفظية أمر مهم، فالتعصب الرياضي له آثار سلبية وخيمة على وحدة المجتمع وتلاحمه، وعلى العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة مما يدعونا إلى تأهيل الأبناء لمواجهته، وإكسابهم قيم التعايش مع الأخر وقبوله، وضرورة تفعيل دور المؤسسات التعليمة لتنمية قيم التنافس الشريف وتقبل الهزيمة، إن هذه الظاهرة أخذت أبعادا خطيرة وانتشارا واسعا وسط أفراد المجتمع الرياضي مما يتعين على ذوي الاختصاص تقديم المزيد من الدراسات العلمية والبحوث الميدانية في كافة الموضوعات المتعلقة بمشكلة "التعصب الرياضي" وبيان مفهوم وآثار وأسباب وأبعاد التعصب الرياضي وتعزيز جانب أن الرياضة سمو وأخلاق والسعي إلى الالتزام بمبدأ "تواضع عند الفوز، وابتسم عند الهزيمة". ونشيد هنا بما يشهده القطاع الرياضي في المملكة من تطور ملحوظ ونقلة نوعية غير مسبوقة يأتي هذا التطور من خلال الدعم السخي واللامحدود من قبل القيادة الرشيدة لقطاع الرياضة والرياضيين وما أعلنته وزارة الرياضة مؤخرا عن إطلاق إستراتيجية لدعم الأندية وفق خطة متكاملة، من خلال نظام حوكمة فعّال للأندية بمختلف مناطق المملكة يهدف إلى تشغيل وتطوير هذه الأندية لضمان استدامتها وما تضمنته برامج رؤية المملكة 2030 من خطط تنموية شاملة للنهوض بالرياضة السعودية إلى أعلى المستويات ولتكون الرياضة رافداً من روافد الاقتصاد.