غير خافٍ على المتابع البسيط فضلًا عن الحصيف من المتابعين الكرام هدف ملالي طهران بتحريك أذرعها في المنطقة.. فمن الأذناب في العراق مروراً بالتعرض للسفن والملاحة الدولية وصولًا لذنبها البائس في اليمن ممثلًا في ميليشيا الحوثي الإرهابية، حيث وضوح الهدف البائس والغاية الدنيئة باستمرار إيران في المجاهرة بتصدير الإرهاب عبر أذرعها القبيحة وذلك لتكسب موقفًا تفاوضيًا في الملف النووي بشكل رئيس وأهداف وضيعة أخرى أقلها استمرار وضع المنطقة "أهم منطقة حيوية للطاقة في العالم" على صفيح ساخن. ما يخص المملكة العربية السعودية والتي ما زالت تتحمل منفردة تبعات قرار أممي تعيد تذكيره هنا لذوي الذاكرة الذبابية الضعيفة ممن يصور قيادة المملكة لقوات التحالف على أنه تدخل في شؤون الغير بينما ما أقره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2201، الذي اعتمده المجلس بالإجماع في جلسته رقم 7382 بتاريخ 15 فبراير 2015، وطالب فيه جماعة الحوثيين بسحب مسلحيها من المؤسسات الحكومية، واستنكر القرار تحركات الحوثيين الذين تدعمهم إيران لحل البرلمان والسيطرة على مؤسسات الحكومة اليمنية واستخدام أعمال العنف لتحقيق الأهداف السياسية، هذا القرار الأممي باتت المملكة تتحمل منفردة بإطلاق كل أذرع ايران في المنطقة صواريخها ومسيراتها بما لم تشهده حدود دولية لدولة في العالم في القرن الحادي والعشرين ورغم ذلك لم تصِب تلك الصواريخ والمسيرات أهدافها بل أضحت في واقع الأمر مصدر إدانة دولية لتلك الأذرع ومن خلفها إيران في مواجهتها للسلم العالمي! بينما يأتي الموقف الأميركي في ناحيته العملية سلبياً إزاء كل هذا الإرهاب العلني الذي تمارسه طهران علانية.. ولا غرابة ولا غرو أن نقول إن جميع مصالح الولاياتالمتحدة الأميركية في المنطقة هي من تتعرض لذلك الإرهاب الإيراني، ولم نرْ حسمًا حتى هذه اللحظة يُظهر حرص الإدارة الأميركية لحماية مصالحها في المنطقة بعيداً عن مصالح غيرها، وهو الأمر الذي يحمل على الجدية في قادم الأيام للتعامل بحزم إزاء الخطر الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وبأقل الدرجات كما كانت تتعامل معه الإدارة السابقة في البيت الأبيض من الدفاع عن المصالح الأمريكية وعدم السماح بزعزعتها على جميع الأصعدة اللوجستية والعسكرية والأمنية والاقتصادية في حين أن إسرائيل بكل وضوح تعلن عن تحركها المنفرد متى ما رأت الوقت مناسباً لمنع إيران ليس من امتلاك سلاح نووي فحسب بل من عدم تمكين القدرات النووية الإيرانية من الأساس، وما الاغتيالات للعلماء الإرهابيين في البرنامج النووي الإيراني منذ ما قبل منتصف 2009 وحتى 2020 وكذلك القادة العسكريين المتربطين بذات المشروع الإيراني إلا خير شاهد على وضوح التعامل بقوة تجاه الإرهاب الإيراني المتزايد وإن جاء في تل ابيب حاملًا مصالح إسرائيل دون العالم من حولها. ويبقى استمرار العبث الإيراني في تحريك خلاياه في المنطقة الخطر الأهم في العالم الذي يحتاج ردعاً حقيقياً لاستقرار المنطقة.