الاستعاراتُ إنْ غصَّتْ بها رئتي تورَّمَ الشعرُ مزرقًّا على شفتي! دماؤهُ فيَّ تغلي كاد يُغرقني لولا احتميتُ بما يطفو بذاكرتي يموج بي قاربُ الأفكارِ يقذفني إلى المصيرِ الذي يبتزُّ بوصلتي رسوتُ في شاطئِ الأحلامِ فانتبهتْ جزيرةٌ لم تنمْ من فرطِ وسوستي أشجارُها ذكرياتي كيف بي غرستْ جذورَها واستباحتْ ماءَ عاطفتي! ثمارُها حمرةُ اللارنجِ سكَّرُها كأسٌ تعتَّقَ من أعشابِ أسئلتي ينبوعُها نهرُ أيامي جريتُ بها مجرى المريدِ إلى محرابِ صومعةِ تيَّارُها كلما للعمقِ يجذبني أصيحُ في القاع: يا مجدافَها انفلتِ وحرِّر الروحَ كي تطفو على جسدي كفكرةٍ في رؤى الأوهامِ سابحةِ كبقعةٍ من سرابِ الحلمِ أحسبها فراشةً لم تزلْ في طورِ شرنقةِ من أين جاءت؟! شبابيكي مُغلَّقةٌ مَن يحرس الوعيَ من أوهامِ فلسفتي ؟ مَن ينسج الحلمَ في عقلي ويُلبسني جنحَ التخفي بروحٍ غيرِ واعيةِ الغيمُ يهذي وطوقُ الريحِ في فمه لذا تجردتُ منه غيرَ عابئةِ أطيرُ لا شيء خلفي كان يتبعني إلا الخيال مشيرًا نحو: لا جهةِ! لا ظلَّ لا شكلَ لا جسمٌ تلبَّسه كأنما عاش منسيًّا فلم يمتِ!!