ثمة لحظة تولد فيها كآبتك، ويُسجل دخولك فيها إلى عالمٍ سرابيّ لا يُشترط فيه هندمة الأفكار ولا أناقة المنطق. لحظة تشعر فيها بلا نفعك ولا جدواك، تنفصل عن ذاتك وتُحس بمدى غُربة روحك في جسدك. لا تحاول التركيز في ماهية وجودك فقد تُفجعك هُلاميتك وكم تبدو أطرافكَ رخوة، ورويدًا رويدًا ستطفو في فراشك وتفقد جاذبيتك للمكان. ثمة أصواتٌ غريبة تعوم في مياهٍ ينبوعية تتدفق بالقرب من رأسك، لا تجزع ولا تخش الغرق، فأنت الآن فاقدٌ للقدرة على التنفس. مُباركٌ لك هذا التحوّل ستتصالح معه قريبًا وتفقد الرغبة بالعودة لبشريتك. أعلمُ بأنك ستتفحص أطرافك الآن ثم ستهرع لأقرب مرآة تحدق فيها بملامحك وتهذي (من أنا؟). Your browser does not support the video tag.