قبل نحو 55 يوما من إعلان جوائز الأوسكار يحتفي مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية بفيلم (الرجل الذي باع ظهره) للمخرجة التونسية كوثر بن هنية والذي ينافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي. ويتناول الفيلم قصة شاب سوري يهرب من مدينة الرقة إلى لبنان بهدف الوصول في النهاية إلى أوروبا للحاق بحبيبته لكنه أثناء هذه الرحلة يلتقي بفنان أميركي يعرض عليه صفقة يقدم بموجبها الشاب ظهره للفنان للرسم عليه مقابل أن يساعده الأخير على الوصول إلى وجهته. وبمرور الوقت يدرك الشاب السوري ثمن الصفقة بعدما يطلب منه الفنان الجلوس بالساعات داخل المتاحف وهو عاري الظهر دون أن يتحدث لأحد أو يتفاعل مع محيطه حتى يتحول إلى قطعة فنية جامدة. وقالت المخرجة كوثر بن هنية إن الفكرة مأخوذة من واقعة حقيقية بطلها الفنان البلجيكي فيم ديلفوي الذي اتفق مع أحد الأشخاص عام 2006 على رسم وشم على ظهره وتقديم العمل في عدد من المتاحف مقابل نسبة من مبيعات التذاكر، مضيفة أنها أرادت ربط هذه القصة الغريبة بالواقع الحالي للاجئين إذ تجمعها صداقة بعدد كبير من السوريين الذين رووا لها حوادث تراجيدية عاشوها قبل وصولهم إلى الحرية، ومن هذا المنطلق اختارت أن تكون القصة إنسانية في محورها إلى جانب كونها تسلط الضوء على العالم الفني والمعاصر. يذكر أن "الرجل الذي باع ظهره" من بطولة السوري يحيى مهايني والفرنسية ضياء ليان والبلجيكي كوين دي بو والإيطالية مونيكا بيلوتشي، وشارك في مهرجانات سينمائية عديدة قبل أن ترشحه تونس لتمثيلها في سباق الأوسكار.