لم يكُن مُستغرباً مواصلة "ميليشيا" الحوثي أعمالها الإرهابية الموجهة صوب أراضينا، وكان آخرها استهداف مدينة الرياض بصاروخ باليستي من المفترض أن يتخذ حيالها موقفاً دولياً رادعاً؛ فهو لا يخرج عن كونه يندرج ضمن جرائم الحرب التي تعاقب عليها القوانين، وقد سبق هذا العمل البشع استهداف جنوب المملكة بعدد من الطائرات المُفخخة بدون طيار، تمكنت القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن من اعتراضها وتدميرها جميعًا بنجاح. هذا الاستهداف السافر الجريء المتتالي؛ كان سببه الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه الإدارة الأميركية بقرار شطب الجماعة الانقلابية من قائمة الإرهاب الأمر الذي رفع سقف جنرالات إيران في اليمن وأذنابهم في مواصلة العبث والاجتراء عبر استهداف المملكة بتلك الاعتداءات التي تضرر منها الشعب اليمني المغلوب على أمره قبل غيره. إن هذه الأعمال الخسيسة، وما تمثله من انتهاك جسيم للقوانين والأعراف الدولية جوبهت باستنكار وتضامن كامل من الدول والهيئات والمنظمات مع بلادنا ودعمها المُستمر لكافة التدابير التي تتخذها المملكة لصون أمنها واستقرارها وحماية سلامة مواطنيها والمُقيمين على أراضيها، إلا أنها ليست كافية ولا تعكس الاتفاق والإجماع الدولي الذي يسعى للسلام والاستقرار لجميع الدول وفي الوقت ذاته يقف بموجب المواثيق والمعاهدات وقبلها الضمير الإنساني لمجابهة أي عدوان أو انتهاك لتلك القوانين والأنظمة. ومع أن المملكة بما تملكه من ثقل وقوة إن على المستوى العسكري أو السياسي قادرة على لجم مثل هذه الأعمال العبثية ومن يقف وراءها ومن تحرّكهم أيديولوجيات وحسابات باتت معروفة لدى الجميع، فإن الضمير الدولي الغاطّ في سبات عميق آن له أن ينهض، ويمارس دوره المنتظر في تسجيل موقف ورد فعلي موازٍ لهذا الإجرام وتلك الممارسات المعيبة التي لا تليق بعالم يعيش حضارة القرن الواحد وعشرين، ويتطلّع إلى أن يقدّم للبشرية منظمات من القيم والتمدّن والعيش الآمن الكريم لكافة الشعوب، والقضاء على بربرية المارقين على النظام الدولي والمستهترين بالأنظمة التي من شأنها أن تكفل التواد وتعميق رسالة المحبة والتعايش الإنساني الكريم للبشرية جمعاء. آن الأوان لتطهير العالم من العابثين وتُجّار الدم والفوضى ومثيري القلاقل وناشري الخراب والتدمير. أما المملكة فببسالة قيادتها ورجاحة فكرها وحصافة سياستها ماضية لمواصلة رؤاها العظيمة التي انطلقت فعلاً وإنجازاً في سبيل تنمية الإنسان والوطن، ولن يضيرها هذا العبث الإيراني ومن شايعه عِداءً وكُرهاً، إذ هُم «كنَاطِحٍ صَخرَةً يَوْماً ليوهنها.. فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ».