ونحن نشارك هذه الأيام دولة الكويت الشقيقة الفرحة بمناسبة اليوم الوطني الستين وذكرى التحرير الثلاثين، أستذكر الموروث الاجتماعي التليد الذي يحكي لنا قصة صراع الإنسان الكويتي من أجل البقاء، وكيف عاش في جزء من العالم شهد إحدى أعظم التحولات على وجه الأرض وكيف استطاع في غضون سنوات قليلة بالمقاييس العالمية من الاعتماد على الغوص واستخراج كنوز البحر من اللؤلؤ وصيد السمك وزراعة لا تكاد تفي باحتياجات الحياة اليومية من الغذاء، إلى الشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء إلى دولة مدنية حققت العديد من المنجزات على كثير من الأصعدة حتى عرفناها باسم (دانة الخليج) وهي ولا شك ستظل كذلك في أعيننا إلى الأبد. إن العلاقة التي تربط وطننا الغالي بالكويت بكل ما تحمله من تاريخٍ راسخ على مستوى القيادتين ممثلة في أسرتي الحكم آل سعود وآل الصباح الكرام، أو حتى على مستوى أفراد الشعبين الشقيقين لتحمل في طياتها الكثير من روابط الأخوة ووشائج القُربى وحسن الجوار والمصير المشترك وهذه ليست مجرد شعارات بل حقائق أثبتها التاريخ. أحيي في ذكرى التحرير الشعب الكويتي الشقيق الذي تحول في ظرف ساعات من شعب ينعم بالرفاهية ورغد العيش إلى شعبٍ شرس قاوم الاحتلال بكل قوة وصمود فقد سطر الرجل الكويتي الملاحم الخالدة ضد الغزاة، ودونت المرأة الكويتية مواقفها بمداد من نور وذابت كل الاختلافات عندما استصرخت الكويت أبناءها فلبوا ندائها جميعا، فأُسقط حينها في يد جنود الظلام ولم يتمكنوا من ضرب الكويتيين من الداخل، رحم الله الشهداء الأبطال. أهنئ صاحب السمو أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ نواف الأحمد الصباح، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الصباح، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح، ومعالي نائبه وزير الدفاع الشيخ حمد الجابر الصباح، وعموم الشعب الكويتي الشقيق بهذه المناسبة السعيدة. محمد بن سالم السالم