ونحن نشارك هذه الأيام فرحة الأشقاء في دولة الكويت بمناسبة العيد الوطني ال 52 وذكرى التحرير ال 22 تتداعى الصور والمشاهد الجميلة التي تعبق بشذاها الآخاذ الحاضر وتستشرف المستقبل وكويت اليوم تزهو بما حققته من منجزات بداية من مسيرة الديمقراطية ودولة المؤسسات التي أرسى دعائمها ووضع لبناتها الأولى في مطلع الستينات الميلادية من القرن الماضي (أبو الدستور) سمو أمير الكويت الحادي عشر الشيخ عبدالله السالم المبارك الصباح، رحمه الله، ومروراً بالموروث الاجتماعي التليد الذي يحكي لنا قصة صراع الانسان الكويتي من أجل البقاء وكيف عاش في جزء من العالم شهد إحدى أعظم التحولات على وجه الأرض وكيف استطاع في غضون سنوات قليلة بالمقاييس العالمية من الاعتماد على الغوص، واستخراج كنوز البحر من اللؤلؤ وصيد السمك وزراعة لا تكاد تفي باحتياجات الحياة اليومية من الغذاء إلى الشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء إلى دولة حققت العديد من المنجزات على جميع الأصعدة حتى عرفناها باسم (دانة الخليج) وهي ولاشك ستظل كذلك في أعيننا إلى الأبد. إننا نفرح اليوم للكويت ونهتف مع الأشقاء الكويتيين في ابتهاج وسرور وأخوة وتلاحم. (أنا الكويت أرضي وعرضي ومرباي لا هانت دروبي ولا خانت خطاي ثابت على ديني وعهدي ومبداي شامخ على سيِف البحر مثل الابراج) ونحيي في ذكرى التحرير الشعب الكويتي الذي أثبت على أرض الواقع أنه الشعب الأنموذج كيف لا وهو الذي تحول في ظرف ساعات من شعب ينعم بالرفاهية ورغد العيش إلى شعب مقاوم شرس وصامد وقوي وعنصر فاعل في تماسك الجبهة الداخلية عندما امتدت يد الغدر تحت جنح الظلام وطعنت أرض المحبة والسلام في الثاني من أغسطس 1990م، فمنذ ذلك التاريخ وعلى مدى سبعة أشهر سطّر الرجل الكويتي الملاحم الخالدة ضد الغزاة ودوّنت المرأة الكويتية مواقفها بمداد من نور وذابت كل الاختلافات عندما استصرخت الكويت أبناءها فلبّوا نداءها جميعا سنة وشيعة حضراً وبدواً لذلك لم يستطع جنود الظلام أن يجدوا ثغرة بسيطة ليضربوا من خلالها الكويتيين من الداخل. فلم تفلح الدبابات والطائرات والأسلحة بمختلف أنواعها أن تحرّك ولو جزءاً بسيطاً من ولاء أبناء الكويت، بل العكس ازداد الشعب الكويتي تمسكاً بقيادته الشرعية، وكان العنوان الأبرز في كل المسيرات الحاشدة داخل الكويت وخارجها في أرجاء العالم (لا كويت بدون بابا جابر وبابا سعد) حتى جاء الفرج وانبلج الفجر واشرقت تباشير النصر في أواخر شهر فبراير 1991م وعادت الكويت لأهلها وفرح جميع الشرفاء والخيّرين في العالم الحرّ بعودة الكويت حرّة أبيّة. إن الأجيال مهما تقادم هذا الزمن ستظلّ تستعيد هذا الحدث التاريخي وستظل تذكر أبطاله الملك فهد بن عبدالعزيز والشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله رحمهم الله جميعا، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو الشيخ صباح الأحمد، حفظهم الله ومتعهم بالصحة والعافية.. فقد كانا رعاهما الله خير معين ومؤيد لرموزنا الراحلين خلال تلكم الأزمة وهما الآن يقودان بلديهما السعودية والكويت بحكمة واقتدار وعزمٍ وإصرار لتحقيق التنمية والازدهار، أهنئ دولة الكويت الشقيقة أميراً وحكومة وشعبا وتهنئة خاصة لسعادة سفير الكويت لدى المملكة الشيخ ثامر الجابر الأحمد الصباح سلمه الله، وعلى دروب الخير والمحبة في بيتنا الخليجي الكبير دوماً نلتقي.