ذكر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، أمس، أمام مجلس الأمن الدولي أنه يتوجب على الأطراف المعنية اغتنام فرصة الانتخابات المقبلة في فلسطين للمساعدة في إعادة الأمل للفلسطينيين والإسرائيليين. وقال الدبلوماسي النرويجي البارز أمام مجلس الأمن في مؤتمر عبر الفيديو حول الوضع في الشرق الأوسط: إنه "من المهم البدء في عملية إعادة الأمل للفلسطينيين والإسرائيليين في إمكانية تحقيق حل الدولتين وإحلال سلام عادل ودائم وشامل". وأفاد وينسلاند بأن "الفصائل الفلسطينية تحرز تقدماً نحو إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني". وأضاف أنهم التقوا في وقت سابق من هذا الشهر في القاهرة، وتوصلوا إلى اتفاق بشأن العديد من القضايا العالقة ودفع العملية الانتخابية قدماً. وأوضح المبعوث أن الفصائل شددت أيضاً على وجوب إجراء الانتخابات في عموم الضفة الغربيةالمحتلة، بما فيها القدسالشرقية وقطاع غزة، من دون استثناء. ووفقاً لوينسلاند، أغلقت لجنة الانتخابات المركزية في 17 فبراير تسجيل الناخبين وأعلنت عن تسجيل 421 ألف مسجل جديد خلال هذه الفترة، الأمر الذي رفع إجمالي الناخبين المسجلين إلى أكثر من 2.6 مليون، أي 93 في المئة من إجمالي الناخبين المؤهلين بحسب تقديرات السكان من المكتب المركزي الفلسطيني للإحصاءات. وذكر وينسلاند أن قرابة 80 في المئة من أصل 1.56 مليون ناخب سيصوتون لأول مرة هم دون سن الثلاثين، مبيناً أنه "من المشجع أن نرى مثل هذه المشاركة الشعبية القوية في العملية الديموقراطية". وقال مبعوث عملية السلام في الشرق الأوسط "يجب أن نغتنم الفرص الناشئة". وأضاف أن "الانتخابات المقبلة في فلسطين قد تكون إحدى هذه الفرص. ويعد معدل التسجيل المرتفع بشكل استثنائي بين الفلسطينيين استجابة إيجابية مدوية من الشعب الفلسطيني لدعم دعوة الرئيس عباس لإجراء انتخابات". وأفاد بأنه "مؤشر واضح على أنهم يريدون أن يكونوا جزءاً من تقرير مستقبلهم السياسي". ولفت وينسلاند إلى أن إجراء انتخابات حرة ونزيهة في عموم الأراضي الفلسطينيةالمحتلة هو خطوة حاسمة نحو إعادة ترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية، وهي خطوة يمكن أن تجدد شرعية المؤسسات الوطنية، بما في ذلك المجلس التشريعي والحكومة المنتخبين ديموقراطياً في فلسطين. وقال وينسلاند: إن "الانتخابات ستساعد أيضاً على تمهيد الطريق نحو استعادة أفق سياسي شرعي لتحقيق حل الدولتين. وستواصل الأممالمتحدة، إلى جانب شركائها في المجموعة الرباعية المعنية بالشرق الأوسط، دعم الفلسطينيين والإسرائيليين في جهودهم لتحقيق هذا الهدف". وتعهد المبعوث بأن تواصل الأممالمتحدة العمل الجماعي لدعم الشعب الفلسطيني، بما في ذلك عبر تيسير ودعم الاستعدادات لهذه الانتخابات المهمة. في سياق متصل، قال المدير التنفيذي للجنة الانتخابات المركزية هشام كحيل: إن اللجنة ستنشر السجل الأولي للناخبين غداً الاثنين، في 1090 مركزاً في الضفة وقطاع غزة. وأضاف كحيل في تصريح صحفي له، أمس: إن اللجنة عملت خلال الأسبوع الماضي على تنقيح السجل الانتخابي بعد شطب الوفيات وعمليات التسجيل المتكررة حيث انخفضت نسبة التسجيل من 93 % إلى 90 %. ولفت إلى أنه خلال هذه الفترة سيتم فيها تصحيح البيانات لمن ورد خطأ في تسجيله أو بياناته المنشورة في السجل، والاعتراض على تسجيل من لا يملك حق الانتخاب، والاطلاع على سجل الناخبين الأولي. وأوضح: "فترة النشر والاعتراض تمتد لمدة ثلاثة أيام متتالية، تبدأ من صباح الاثنين وتنتهي مساء الأربعاء، وخلال هذه الفترة تفتح اللجنة مراكزها كافة للنشر في مختلف التجمعات السكانية من الثامنة صباحاً وحتى الثالثة مساءً، وتستقبل المراكز المراقبين المحليين والصحفيين المعتمدين الذين يحملون بطاقات معتمدة من لجنة الانتخابات المركزية".