المرأة هي البذرة البسيطة المعطاءة، التي على الرغم من ضعف بِنْيَتها لكن ما إن تنشطر حتى يخرج منها أشجار وثمار، فاليوم هو اليوم العالمي لإبراز الدليل الحي على أن القوة في الإرادة والصبر والتحدي، وأن نصف العالم الجميل يمكنه أن يقف ضد النظرة الدونية لها ويساعد في إعادة بناء الأوطان. والمرأة في مملكتنا الحبيبة لطالما كانت المثال على أن الجوهرة المخبأة بين الجلد واللحم، قد يبزغ نورها ويتباهى بها ذووها فيجمِّلوا بها الأعناق، وفي كل عصر كانت تخرج من النساء السعوديات مَن تصحح النظرة الخاطئة عنها، وتثبت أنها قادرة على أن تؤثر في كل نساء جيلها. المرأة السعودية نجحت في العمل في الاستثمار والطب والتعليم لا سيما بعد أن أصبح المناخ موائماً لانغماس المرأة في جميع أركان ووظائف المجتمع، وأولت الحكومة اهتمامًا هائلًا بإعطائها حقوقها كاملة، فالنساء السعوديات أصبحن رائدات أعمال ومستثمرات، وأصبح لهن مقاعد مؤثرة في الحياة، ومشاركات في قرارات مهمة للمملكة في كل ما يعزز مسيرة التنمية التي بدأت مع إطلاق رؤية 2030 التي تحدث عنها ووضع أساساتها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. فالمرأة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع والعدسة التي يطل بها على المستقبل، وقد نجحت "المرأة السعودية" بإنجازاتها فكرًا وتطبيقًا في الدفع بعجلة التنمية وأثبتت كونها شريكة فعَّالة في رفعة وطنها محققة قفزات نوعية، وكانت لها بصماتها ذات الوَقْع المؤسس في جميع المجالات اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا. وتشاطر المرأة الرجل في خدمة الوطن استناداً إلى ثقة القيادة الرشيدة، لتشارك بدورٍ محوري وحيوي في المسيرة الاقتصادية والاجتماعية والمدنية، فمنذ العام 2015م حقَّقت المرأة السعودية خطوات واسعة غير مسبوقة بهدف تعزيز مكانتها في المجتمع وتمكينها بما يتلاءم مع قدراتها سعيًا وفكرًا. وتساهم بكل جهدٍ تحقيقًا للمزيد من النجاحات والإنجازات في ظل حكومة بسطت يدها بكل سلامٍ ومحبة وأفسحت لها المجال لتُبدِع، فمُستهدِفات رؤية المملكة 2030م جعلت من مشاركات النساء السعوديات عنصرًا أساسيًا ومهدت الطريق أمامها، فساهمت بجدارة في الحراك التنموي لتثبت للعالم أجمع أن طموحاتها وقدراتها لا حدود لها، وما عزز كيانها أكثر البرامج والمبادرات التي تضمنتها الرؤية التي حوَّلت ما تتطلع إليه المرأة السعودية إلى قيد التحقيق ومنجز فعَّال على أرض الواقع. وكانت نتيجة القرارات المعززة لواقع ومستقبل المرأة بدأت في العام 2017 الذي اعتبره الجميع وسامًا في مسيرة المرأة بالمملكة، فاتحة أمامها أفقاً أوسع، جعلنا نشهد تصدُّرًا عظيمًا للمبدعات في المملكة في جميع المجالات، فالإيمان بقدرات المرأة هو الرهان الرابح. د. نهى الوقداني