لا شك أنَّ فوز الهلال على الاتفاق بالثلاثة جاء في وقت مهم للهلاليين على الصعيد المعنوي قبل أن يكون مهمًا في حسابات المنافسة على لقب الدوري؛ خصوصًا بعد تعثر منافسيه الشباب والأهلي أمام الفتح والعين. كان من المهم للهلال أن يستعيد نغمة الانتصارات، وأن يكسب بعض الوقت وبعض الهدوء الجماهيري والإعلامي، وأن يصافح عشاقه مع مدربه الجديد روجيرو ميكالي بفوز ينتشل الشارع الهلالي إجمالًا من حالة الإحباط إلى حالة الاستبشار والتفاؤل بقدرة الزعيم على النهوض مجددًا واستعادة حيويته ونشاطه؛ لكن ذلك الفوز لا يعني بالتأكيد أن ميكالي قادر بين ليلة وضحاها على أن يصلح ما أفسده رزفان في الأشهر الماضية، ولو أنَّ المشكلة كانت في فريق يعاني من سوء في التكتيك أو التشكيل فقط لربما كان ذلك، لكن الهلال بفعل سوء العمل الفني واللياقي والطبي في الفترة السابقة بات كسيحًا مصابًا بعضلاته بسبب سوء تدريباته وكثرة راحاته وعطلاته!. الهلال ما زال بحاجة للكثير من العمل والعلاج والإصلاح والوقت للتشافي، والاستبشار بما قدمه الفريق أمام الاتفاق أمر حسن؛ بشرط ألا يتعارض مع الحرص والحذر من الاسترخاء والاعتقاد بأن كل مشكلات الهلال قد حُلت برحيل رازفان وحضور ميكالي الذي يحتاج لوقت لا يملك الهلاليون الكثير منه هذا الموسم بعد أن منحوا جله للحبيب رازفان!. ما حدث أمام الاتفاق مبشر بلا شك، فهناك حيوية دبت في صفوف الفريق وخطوطه، وشيء من التناغم بين أفراده، وسرعة في تناقل الكرة واللعب إلى الأمام بقدر أكبر بكثير مما كان عليه في فترة مضت، وتقارب أكثر بين اللاعبين، وزيادة عددية في منطقة الجزاء؛ لكن لا بد من إدراك أنَّ ذلك جاء بمساعدة من الاتفاق ومدربه خالد العطوي الذي حاول أن يستعرض عضلاته الهجومية على الهلال وأن يبادر بالهجوم وينازل الهلال الند بالند، فوقع بالفخ وأعطى لاعبي الهلال ما يريدون من مساحات اشتاقوا لها كثيرًا بعد سلسلة من المواجهات أم خصوم ومدربين عمدوا إلى خنق اللعب وإغلاق كل المنافذ، وذلك لا يلغي دور ميكالي الواضح وتوجيهه للاعبين في أكثر من لقطة للتخلص من لوثة البناء من الخلف واعتماد اللعب السريع إلى الأمام، وهو ما أظهر شيئًا من كاريلو، والقليل من سالم، فظهر شيء من الهلال، والقليل من هيبة الزعيم!. خلاصة القول، على الهلاليين أن يحذروا من المبالغة في الفرح والتفاؤل بعد ثلاثية الفريق أمام الاتفاق؛ حتى لا يصطدموا بالحقيقة التي تقول إنَّ القادم أصعب، وإنَّ الفريق مقبل على مواجهات قد تكون أصعب بكثير من مواجهة الاتفاق، وعلى الجهاز الفني أن يعمل بجدٍ أكبر على تجهيز الفريق بدنيًا وضخ الدماء الجديدة في الفريق على غرار ما فعله ميكالي مع ناصر الدوسري الذي ظهر بشخصية الكبار أمام النواخذة وأضاف كثيرًا في عملية خروج الكرة بسلاسة وتنوع من النصف الدفاعي إلى النصف الهجومي مرة إلى الأطراف، ومرة عبر العمق، مرة عبر الكرات القصيرة السهلة الممتنعة، ومرة عبر الكرات الطويلة المتقنة، والدور على فواز الطريس وحمد العبدان وعبدالله الحمدان ومتعب المفرج وصالح الشهري وعبدالله رديف الذين يجب أن يأخذوا فرصتهم بشكل أكبر وبدقائق أكثر لأنَّك لن تجد كاريلو الذي ظهر أمام الاتفاق في كل مباراة، ولن تجد الأرجنتيني (زيرو) في أي مباراة، وسيحتاج الهلال في ظل معاناته من الإصابات واهتراء العضلات إلى جاهزية كل عناصره وشحذ كل أسلحته!.