انتقل إلى - رحمة الله تعالى - الأستاذ عبدالرحمن محمود يغمور، عن عمر ناهز ال»85» حيث زاول المهنة مذيعا وممثلا ومخرجا إذاعيا، ويعتبر من أوائل المذيعين في المملكة. وبدأ يغمور في «19» من عمره في شركة للسيارات عام «1374»، ثم انتقل إلى شركة الكهرباء، ثم عمل في وزارة الدفاع والطيران، وكان طوال هذه الفترة من حياته يتنقل في استوديوهات إذاعة جدة ممثلاً في البدايات، ثم معدًّا ومذيعًا حتى تفرغ للعمل الإعلامي في عام «1383»، قبل أن يتم ابتعاثه في عام «1387» إلى المملكة المتحدة، للتدريب في هيئة الإذاعة البريطانية، ثم إلى أميركا عام «1396»، لينال البكالوريوس في الإعلام عام «1400»، ثم الماجستير «1401». وقد عمل يغمور ممثلاً ومخرجًا، ثم مذيعًا، واشتُهر بتقديم برامج «يوم جديد» و»بك نستعين»، وإلقاء الأدعية في الفواصل الإذاعية والتلفزيونية، وتقديم نشرات الأخبار الرئيسة، وقراءة قرارات رؤية هلال شهر رمضان وعيد الفطر. وتمت ترقيته إلى مساعد المدير العام للبرامج بالتلفزيون، ثم مديرًا عامًّا للقناة الأولى حتى تقاعد وبقي متعاونًا مع الإذاعة، حيث سجل العديد من الخواطر والاستشارات الإذاعية. وقدم باللغة العربية أول برنامج كان بعنوان (طريق السعادة) من إعداد وإخراج المذيع حسن الطوخي ومن الممثلين الذين شاركوا معه خالد زارع وأمين قطان وناجي طنطاوي والفنان سليم حامد وعلي رضا المدني وحسن دردير ولطفي زيني وعدد آخر من الممثلين. وقال محمد الراعي مذيع ومعد بإذاعة: بعد أن عاد عبدالرحمن يغمور إلى اذاعة جدة، وكأن الحنين هو الدافع للعودة للاذاعة بعد التقاعد، حيث بدأ إذاعياً، مذيعاً وكاتباً ومخرجاً وممثلاً، وخلال فترة عودته، كانت فرصة أن نلتقي به، نحن الذين لم نعاصره في فترته الإذاعية الأولى، فعاصرناه في فترته الإذاعية الثانية، يقدم نشرات الأخبار إلى جانب برنامج (صباح النور) الذي يكتبه باحترافية، وأنت تشاهد النص مكتوباً ومطبوعاً على الورق، أشبه بلوحة هندسية مدون عليها كل التفاصيل، كان يغمور يهتم بالتخطيط لكل التفاصيل ويحرص على ما نسميه (اسكريبت) فهو خطة البرنامج التفصيلية. وسبق وقدمته في حفل تكريمه في جمعية فنون جدة، عندما وجدت تلك الكلمات وقعاً في نفسه. من ناحيتها أشارت الأستاذة الإعلامية جواهر بنا: أن الأستاذ عبدالرحمن يغمور كان من الإعلاميين الذين كان لهم دور في ماشهده الإعلام السعودي من تطور، حيث كان دمث الأخلاق ومتعاون مع الجميع ومبتسما، ولا أنسى وقوفه معي وتوجيهه لي في العمل وتعلمت منه خطوات التقديم والتنسيق والتمثيل وكل مايتعلق بالإعلام وتعجز الكلمات عن وصف هذا العملاق الذي ساهم في بناء الإعلام المسموع والمرئي مع زملائه. من جهته قال الإعلامي سعد زهير: «الأستاذ عبدالرحمن يغمور أحد أعضاء جيل التأسيس في الإعلام السعودي والذين حملوا على عاتقهم مهمة إيصال الإعلام بشكله الأولي البدائي لكنه بطريقة ربما كان فيها من الصعوبة بأن تصل لأنه لم يسبقك أحد إلى هذا المجال، وبالتالي كانت الطريق أمامهم وعرة وكانت أشبه مما يكون النحت بالصخر لأنه طريق غير ممهدة لم يسبقهم إليها أحد، وبالتالي هنا كانت الصعوبة هذا الجيل العظيم وهذا الجيل الكبير لأنهم هم الذين صنعوا أو وضعوا مبادئ وأسس مدرسة الإعلام التي أقتبسها من بعدهم العديد من الأجيال وأنا واحد بطبيعة الحال منهم يغمور الذي تميز بصوته ونبرته المعروفة، ربما لم ألتحق به كزميل ولم أزامله في فترة العمل لأنه تقاعد في الفترة التي قدمت فيها للإعلام، لكنه قدم إلينا بعد تقاعده في إذاعة جدة وكان يتعاون مع الإذاعة بقراءة نشرة الأخبار، حقيقة هو أحد الشخصيات الإعلامية الذين ارتسموا في ذهن كثير من السعوديين، فهو فقيد المجتمع السعودي بشكل عام -رحمه الله-. سعد زهير الإعلامي محمد الراعي