يقول تولستوي: «إن الفن هو أحد وسائل الاتصال بين الناس، فالإنسان ينقل أفكاره إلى الآخرين عن طريق الكلام فإنه تنقل انفعالاته وعواطفه إلى الآخرين عن طريق الفن، وذلك من خلال مصداقية الفنان ومدى معاناة ذاته وقدرته على نقل إحساسه إلى عمله الفني وتمكنه من التعبير بصورة تصل للمتلقي بسهولة». ويعد شكلاً من أشكال الوعي الاجتماعي والنشاط الإنساني، يعكس ثقافته وتاريخه والواقع الذي يعيشه؛ لذا فإن المعارض الفنية سواء كانت شخصية خاصة بفنان ما أو مجموعة من الفنانين والفنانات تعد وسيلة تخاطب العين وتناقش أحاسيس الإنسان الداخلية لتفعل بمضمونها الفني التأثير على المتلقي، لهذا كان الحضور الفعلي لمشاهدة المعارض ووجهاً لوجه مع اللوحة المعروضة والفنان يحقق موثوقية الاتصال. البارحة كنت أعيش هذا الاتصال في معرض مبدعات 7 في مدينة جدة، ولي متابعة له منذ أكثر من 3 سنوات. المعرض ضم مجموعة كبيرة من الفنانات المتمرسات عبر سنواته ال 7 الماضية، إضافة إلى تطعيمه بأعمال مجموعة من الفنانات اللاتي يعرضن أعمالهن لأول مرة، وقد كانت إتاحة الفرصة لفنانات يعرضن لأول مرة يحقق مساراً يخدم مسيرة الفن التشكيلي ويؤكد دوره في دعم القدرات وخدمة المواهب الجديدة وتعزيزها وتشجيعها، بدا واضحًا أن النتائج حققت تجسيداً لمستويات مختلفة تنوعت فيها الأساليب الفنية المطروحة بروح جديدة، وكان واضحاً أثرها على المتلقي، إن ارتباط الفن بالجمال هو الخطوة الأولى تجاه الوصول إلى تصوّر أكثر وضوحاً للارتقاء بالمجتمع، ولعل الاستمتاع الفني قمة الجمال المتخيلة، ومن خلال تذوق الأعمال الفنية، نجد تأثير الفن إيجابي بنسبة كبيرة، يقول جبران خليل جبران: الفن خطوة من المعرفة الظاهرة نحو المجهول الخفي، ويؤكد قوله زهير النوباني: الفن جمال ومحبة وأخلاق ورسالة وصدق. لوحة للفنانة التشكيلية نوال بارافعة