بعد الخسارة الأخيرة التي تعرض لها الفريق الأزرق في نهائي بطولة كأس بيرين للسوبر السعودي والذي جمع الهلال بالنصر، شنت الجماهير الهلالية حملةً على مدرب الفريق الهلالي رازفان لوشيسكو بسبب اختياراته الفنية وبعض قناعاته التدريبية المتمثلة بالتبديلات الحاصلة بعد الهدف الأول للنصر. وضع الكثير من الهلاليين اللوم وبشكل مباشر على المدرب دون النظر إلى المشكلة التي ألمت بالفريق من جميع زوايها ودون تحليلٍ مقنع للأسباب التي أدت إلى هبوط مستوى الفريق وظهوره بهذه الشكل الباهت الذي لا صلة له بهلال المنصات، كما أنهم تناسوا بأن الهلال منظومة متكاملة تتحمل النقد عند الخطأ وتستحق المديح والثناء عند تحقيق الانتصارات والفوز. فلو نظر الهلاليون إلى المشكلة من زواياها المختلفة لوجدوا بأن المدرب يتحمل جزءًا من الخطأ ويستحق أن ينتقد على هذا الجزء دون بقية أجزاء الخطأ التي لم يكن له علاقة بها، فرعونة اللاعبين وغياب اللمسة الأخيرة عند خط الهجوم الهلالي سبب من أسباب تدهور الفريق، وكرة سالم الدوسري وبافتمبي قوميز خير دليلٍ وشاهد، وبالطبع هذه اللقطة أصبحت مشهدًا اعتاد المدرج الهلالي على مشاهدته يتكرر في كل المباريات وبالخصوص مباريات التعثر الأزرق، فهناك كرات كثيرة كانت تنتظر فقط أن تركل في شباك الخصم إلا أن سوء التعامل مع الكرة أدى إلى ضياع هدف تعديل أو حتى تقدم بشكلٍ مستفز وغير مقنع. أما على الصعيد الإداري فتتحمل الإدارة الهلالية جزءًا بسيطًا من الحاصل في الفريق، فمناقشة المدرب بشكل جدي عن بعض قناعاته الفنية التي يجب أن تتغير لكونها لا تخدم الفريق داخل الميدان كان أمرًا لازمًا وجب على الإدارة الهلالية فعله، وكذلك لم تكن هناك محاولة حقيقية من قبل الإدارة لإخراج اللاعبين من التشبع الحاصل لديهم والذي جاء بعد تحقيق الفريق لعدد من المنجزات خلال وقت قصير الشيء الذي جعل بعض اللاعبين يفتقدون لروح المنافسة مما جرّهم إلى عدم الاكتراث بما يحصل داخل الميدان، وكرات كاريو المفقودة بشكل متكرر في المباراة السابقة مثال جيد على ذلك، ومستوى محمد البريك الذي يفتقد للحيوية المعروفة عنه مثال آخر على التشبع الحاصل عند بعض عناصر الفريق. اخيرًا على الصعيد الفني يتحمل السيد رازفان وجهازه الفني جزءًا من الخطأ، فقناعة (فييتو الجناح) والتي يصر عليها المدرب بشكل عجيب رغم إثبات فشلها في المباريات التي لعب بها فييتو في مركز الجناح هي أول الأخطاء الفنية التي كانت عاملًا من عوامل تعثر وهبوط مستوى الفريق، حيث إن اللاعب لم يظهر بالمستوى المأمول منه وكذلك لم يقدم التغيير الكافي في شكل الهلال الهجومي داخل الميدان عند إشراك المدرب له بهذا المركز، الأمر الآخر هو قناعات رازفان الفنية الناتجة عن ارتباكه والتي يتعامل بها مع بدلاء الفريق، ففي كل مرة يتقدم بها فريق الخصم على الهلال يرتبك رازفان ويكرر نفس الخطأ (فلسفة تغيير المراكز)، يخرج قلب دفاع لينزل مهاجم ويعيد محور ليقوم بأدوار قلب الدفاع الذي أخرجه ثم بعدها يخرج ظهير لينزل محور ثم يعيد الجناح ليقوم بأدوار الظهير الذي أخرجه، فلسفة فارغة وغير منطقية تزيد من سوء الفريق، ويستحيل تمامًا أن تغير من شكل الفريق إلى الأفضل أو أن تقلب الموازين وتغير من مجريات المباراة. خلاصة الحديث، أن الهلال ليس لاعبًا، أو مدربًا، أو حتى رئيس، الهلال منظومة كبيرة ومتكاملة وارد الخطأ فيها بسبب تعدد المهام والمناصب، لا يمكن أن يُحصر الخطأ في جزء ليتم إهمال بقية الأجزاء. نقاط الختام عند غياب الروح الرياضية تغيب قيمة المنافسة السامية، لتحضر منافسة أخرى مشوهة معدومة الملامح لا يمكن أن يكون العدل والمساواة أساسها. فرح العطشان بقطرة ماء، ونسي بأن هذه القطرة لن تنقذه من شبح الموت الذي يترصده في الصحراء القاحلة. قيمة البطولة تختلف مع اختلاف قيمة بطلها وطريقة تحقيقه لها.