مباراتا الهلال أمام السد القطري في إياب دوري أبطال آسيا بالرياض والتي خسرها الهلال برباعية وكانت قابلة للزيادة لولا براعة حارسه عبدالله المعيوف، ومع النصر في دوري الأمير محمد بن سلمان وخسرها الهلال أيضًا بهدفين مقابل هدف كانتا كافيتين لكشف السوء الفني الذي يعيشه الفريق الهلالي بكل خطوطه ما عدا الحراسة التي تألق فيها المعيوف لكن اليد الواحدة لا يمكن أن تصفق مهما كانت قوتها. وليست المشكله أن تخسر مباراة في كرة القدم، الخسارة واردة جداً في عالم المستديرة، لكن غير المقبول هو أن تخسر مباراتين في ظرف خمسة أيام تقريباً مصحوبًا بسوء فني واضح جداً، بداية من تخبط المدرب الهلال الروماني رازفان في اختيار التشكيل المناسب الذي يمثل الفريق، مثل إصراره الغريب على إشراك المدافع علي البليهي الذي كشفت الكثير من المباريات أنه نقطة ضعف واضحة في دفاع الهلال وأصبح وجوده يشكل خطرًا على المرمى الهلالي. رازفان بالقطع لا يتحمل الوضع السيء الذي يعيشه فريقه حتى وهو متأهل إلى نهائي دوري أبطال آسيا وكذلك متصدراً لدوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، فلاعبو الهلال يتحملون الجزء الأكبر من تقهقهر مستوى فريقهم لأسباب عديدة، لعل من أبرزها تكرار الأخطاء نفسها في الكثير من المواجهات علاوة على غياب الروح القتالية لديهم والميل دائماً إلى الأداء الاستعراضي الذي لا يفيد الفريق مطلقاً، وخسر الفريق بسببها الكثير من المباريات المهمة. فما حدث في مواجهتي السد القطري والنصر هو بمنزلة جرس إنذار لكل الهلاليين قبل مواجهة فريق أوراوا الياباني في نهائي دوري أبطال آسيا يوم 9 نوفمبر المقبل بالرياض في لقاء الذهاب. فالفريق الياباني أكثر خطورة وتنظيماً من فريقي السد القطري والنصر، فلاعبوه لديهم انضباط تكتيكي كبير جداً، وأن تكرار الأخطاء نفسها من لاعبي الهلال ومدربهم رازفان، فالثمن سيكون غاليًا جداً وربما تسهم بحسم البطولة لصالح أوراوا في مباراة الذهاب بالرياض قبل مباراة العودة بطوكيو يوم 24 نوفمبر. الوقت قصير جداً قبل مباراة الذهاب ولابد من لاعبي الهلال أن يستشعروا أهمية وقوة الفريق الياباني، فمهر الحصول على دوري أبطال آسيا هو اللعب بروح كبيرة ومحاولة تقليل تكرار الأخطاء البدائية التي وقعوا فيها في آخر مباراتين، وقبل هذا كله لابد من رازفان أن يغير بعضاً من قناعاته الفنية الخاطئة التي أصبحت واضحة حتى للمشجع العادي البسيط. وثمة أمر مهم جداً وهو يجب أن لا ترفع الجماهير الهلالية سقف طموحاتها عالياً قبل النهائي الآسيوي لكي لا تكون الصدمة عليهم عنيفة بعد الخسارة. فلاعبو الجيل الحالي للهلال خذلوا جماهيرهم كثيراً في الكثير من البطولات ولا يتعلمون من الدروس، ويجب عليهم كلاعبين تقديم كل ما لديهم في مواجهتي أوراوا الياباني من أجل إرضاء وإسعاد جماهيرهم الكبيرة التي تلقت الكثير من الصدمات بسببهم.