عندما تتأملها ستغمرك بالسعادة، وستحيطك بالترابط والتعاون، كما أنها ستشعرك بالحب والاحترام والتقدير، إن في مضمونها بُعد النظر وروح المسؤولية والحكمة، ستأخذك لتحلق بك إلى السماء إلى المعالي إلى السمو لترى الأمر كما يجب أن تراه وتكتشف كيف تتصرف بذكاء من أجل الاستدامة، رسالة في حروفها التفاؤل والأمل والرجاء، تأتي كل مرة في الوقت المناسب لتقتلع التشاؤم والألم والكسل والفشل والاستسلام واليأس والحزن وتمنع المنة والأذى وتحارب الفقر، إنها تغرس بذور الشغف والطموح وبتدرج تنادى باستغلال القدرات وتحث على العمل، إنها رسالة شامخة تفيض بالإنسانية وترد على كل افتراء أو تشويه من هنا أو هناك، وهي محفورة في الذاكرة ستشم عبيرها ولو لم ترها، كانت هي البداية في الاتجاه الصحيح على الطريق الصحيح، من يؤمن بها سيصل إلى بر الأمان والاطمئنان بإذن الله، إن مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية رحم الله مؤسسها وبارك الله في جهود أولاده أصحاب السمو الملكي الأمراء اعتمدت رسالة خالدة وعظيمة هي: «مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم»، وعلى أرض الواقع ظهرت أعمالها الإنسانية في وطننا المعطاء وفي كثير من دول العالم من دون تحيز لعرق أو جنس أو دين، إنها رسالة يقتدى بها، ويستلهم منها، وأعتقد أنها رسالة توجيه لأي مجتمع، من يساعد أو من يتلقى المساعدة سواء في القطاع الحكومي أو الخاص أو غير الربحي، رسالة للجمعيات التي يكاد يظهر فيها الذبول والترهل والإفلاس، ليعود أثرها ويزهر غرسها وتتحقق أهدافها، أنها كالوصية التي لا تنقطع كما جاء في الهدي النبوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلاّ من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له». إن مساهمة القطاع غير الربحي في إجمالي الناتج المحلي أقل من 1 % وعدد المتطوعين 11 ألفا تقريبًا، فهذه الرسالة كجرس إنذار تمرر وتقرأ وتسمع، إن المتغيرات السريعة توجب علينا القيام بأدوار جديدة وبعون الله ثم بتكاتف الجميع سنتجاوز التحديات ونحقق الإنجازات التي تتناسب مع مكانتنا ورؤيتنا فنحن في وطن طموح ونحظى برعاية كريمة ودعم سخي من قيادة حكيمة، وكما قال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -: «كل عناصر النجاح موجودة لخلق شيء عظيم، وشيء جديد وأهم عنصر هو الشعب السعودي، ورغبة وإرادة الشعب السعودي».