منذ زمن طويل والجماهير السعودية كافة تعلم أن الهلال لا يغادر الصدارة ولا يخرج منها لا فنيا ولا إداريا إلا أن تصل الظروف إلى جائحة أو ظروف فوق القدرة البشرية. تفنن الهلال كعادته وأبدع وأطرب في بداية دوري هذا العام ووسع الفارق بينه وبين أقرب منافسيه على الصدارة حتى سلّم الجميع الراية واتفق المحللون أن الدوري متجهاً لكبير الكبار كما يحلو لبعض عمالقة الإعلام أن يسميه. تحَكّمَ الهلال في الصدارة بقوة وجدارة وبفارق كبير من النقاط رغم معرفة جماهيرَه أنه لم يصل بعد إلى الكمالِ والجمالِ المعهود عنه. وبعد ذلك حصل ما لم يكن في الحسبان من هبوطٍ حادٍ في المستوى واللياقةِ وثقلٍ في بعض اللاعبين مع بعض إخفاقات المدرب في اختيار التشكيلة المناسبة وبعض الإصابات التي لحقت بعناصر الفريق حتى أخفت جميع لاعبي خط الدفاع عن عدد من المباريات. ولقد شارك في ذلك الإخفاق بعض الأخطاء التحكيمية التي حرمت الهلال من ضربات جزاء واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار أشهرها أمام الأهلي في الدقائق الأخيرة والأخرى أمام الوحدة بعد ما أسقط الدفاع اللاعب مدالله العليان داخل منطقة الجزاء. عندها أصبح عند الجماهير الهلالية ردة فعل وخوف وقلق على الفريق رغم ثقتهم الكبيرة في عودته سريعاً، فالهلال يغفو قليلا لكنه لا ينام ويهتز لكنه لا يسقط. بعد فوز الهلال على حساب (سكري القصيم) نادي التعاون تفاءلت الجماهير خيراً وشعرت أن الزعيم صحا من غفوته القصيرة وسينطلق راشداً نحو الصدارة ليكن (بطل الشتاء) بعد سلسلة من التعادلات أثرت سلباً على ضمان الصدارة. أقول أثرت سلباً، أي فتحت المجال للمنافسين للاقتراب من المركز المحبب للزعيم منذ سنوات طويلة، فالثلاثُ نقاط قليلة جداً وغير مطمئنة ويجب تأمينها بنقاط أخرى إذا ما أراد الفريق الحفاظ على الصدارة التي لا تليق إلا به ولا تتزين إلا بوجوده متربعا عليها. فقد الهلال أكثر من 8 نقاط خلال هذه الغفوة القصيرة التي تحدُث لأي فريق في العالم، بل هي تُعتبر فترةُ نقاهة تأخذ فيها الفرق الكبيرة قسطا من الراحة والتركيز واستعادة للقوة بعد عام رياضي طويل تخلله الكثير من البطولات والإنجازات والظروف الطبيعية والصحية. ولا شك أن فريق الهلال تأثر كثيراً من جائحة كورونا التي طالت لاعبيه ومدربه وبعض من الجهاز الفني والإداري مما كانت سبباً في خروج زعيم آسيا من المنافسة على أسهل بطولة آسيوية عبر التاريخ كانت في متناول اليد. أي فريق قد يحدث له مثل هذا الهبوط الجماعي في المستوى فترة من الزمن ثم يبدأ العودة تدريجياً. لا أقول عاد الهلال لأنه لم يغادر مركز الصدارة، ولَم يعد من المركز السادس عشر والخامس عشر ولا حتى من المركز الثاني والثالث ولكن الهلال غفا غفوة وهو متصدر وصحا وهو متصدر ولا يحدث هذا إلا مع الأندية الكبار صاحبة الخبرة والقوة والهيبة.