بعد أن أعدم الزعيمُ الكوري الشمالي وزيرَ دفاعه، رمياً بمدفع مضاد للطائرات، بسبب غفوة أثناء العرض العسكري، فإنَّ أسهمَ «الغفوات» سيهبط من الآن فصاعداً، بعد أن كان مرتفعاً في العلالي، ارتفاعاً لا مثيل له. لقد كانت «الغفوة» هي السبب الرئيس في فشل الساسة العرب للوصول إلى تسويةٍ لحل قضايا شائكة، مثل القضية الفلسطينية. كما كانت «الغفوة» لدى الأجهزة الأمنية العربية، مبرراً لتفشّي الفساد المالي الضارب. أما «الغفوة» الفكرية، فهي السبب في تسيّد فكر التطرف، ونهج حمل السلاح محلياً وخارجياً. وهناك أوجه وصور عديدة لهذه «الغفوة»، منها: - غفوة عضو في برلمان أو في مجلس إدارة. - غفوة مدير مناوب في مستشفى. - غفوة إمام مسجد. - غفوة موظف. - غفوة محاضر أو مدرس. - غفوة حارس أمن. - غفوة رجل مرور في دورية في شارع عام. - غفوة سائق في ازدحام مروري. كل هذه الغفوات، كانت تؤثر بشكل أو بآخر على المحيطين بالغفوة، سواءً كان التأثير بسيطاً أو كبيراً، وسواءً كان عدد المتأثرين قليلاً أو كثيراً. وكان المجتمع برمته، لا يعتبرها خطأً أو ذنباً، بل نوع من أنواع سُلْطة النوم. ولا أظن أن التعامل مع «الغفوة» بعد النموذج الكوري، سيستمر في هذا السياق، لأن كلَّ من سيوشك أن يغفو، سيتذكر المدفع المضاد للطائرات، وسيصحو كما لم يصحُ من قبل.