تعرض الفنانة أحلام المشهدي تجربتها الفنية تتناول فيها العلاقات الثنائية التكاملية التبالية التقابلية بين آدم وحواء، الرجل والمرأة، الذكر والأنثى، ترجمت فيه الإنسان بمكوناته الثلاثة نفسا وروحا وجسدا. في الحقيقة خلق الله حواء من ذات آدم عليهما السلام، طبيعة وجنس واحد، لا يستغني أحدهما عن الآخر، استوحش وهو يعيش في الجنة وفيها جمال لا يخطر على بال بشر وهبة الله أجمل الهدايا والعطايا بأن خلق من نفسه ونيسا يشاركه حياته يعيش معه آماله ويتقاسم معه آلامه، في كل مراحله طفولةً وشباباً وشيخوخةً، يتعايش يتزاوجا ويتكاثرا معا عبر العصور، أجيالٌ وراء أجيال، بعشقهما بنا سويا كل الثقافات والحضارات. رسمت الفنانة أحلام المشهدي وهي اسمٌ على مسمىً، حيث بيّنت أحلامها وخيالها وأحلام يقظتها، أحضرت شهادة ما هو غائبٌ في فؤادها، تصوّرها عن العشق، تلك العلاقة الرابطة الموصّلة الثنائية بين طرفين، خطوطا وألوانا وأشكالا ورموزا وزخارف بطرق تعبيرية مفعمة بحيوية العشق وديناميكية الحب وفلكية الغرام والهيام في أكوان وفضاءات تجمع المرأة والرجل بأسلوبها السريالي «فوق الطبيعي» وألوانها الدافئة النابضة بالحياة والشاعرية والأحاسيس الرومانسية والعاطفة الجياشة. من خلال تلك الألوان المتوهجة بانفعالات العشق والحب والهيام رسمت خطوطا منحنية ناطقة بالدلالات والمعاني السيميائية، منحت لوحاتها قوة تصميمية وقيما جمالية، عزفت بالخطوط المنحنية مع الألوان الدافئة قصائد وألحانا بصرية، تمنح المشاهد راحةً نفسية ومتعة رومانسية وذوبانا في عوالم العواطف والوجدان، ذكر وأنثى وورد وشمس وسماء عشقٌ لا ينتهي. بمهارتها الفنية تسحر عيون المتلقين زوار نايلا قالري الرياض، متذوقي جمالية الخطوط المنحنية والتكوينات الرصينة والألوان المتدرجة والمتناغمة. تجربة فنية تُظهر فيه حركية العشق والحب، علاقة تجذب المرأة للرجل، هذه الثنائيات التي تناولتها المشهدي إبداعيا خطوط ألوان، كتل فراغات، كبير صغير، فاتح غامق، ثنائيات جعلتها تتراقص تتناغم خطوط ومعاني وجمال وشاعرية عشق سرمدي، داخل تكوينات مفتوحة، وعناصر متحركة علاقات متكاملة، لوحات تفانت فيها عشق ورومانسية، تعمّقت في الأجساد النفوس والأرواح، ترجمت العشق ألوانا وخطوط وأشكال، رسمت مشاعر وعناصر تتجاور تتلامس تتداخل تتلاقى وتذوب في حوار، بإيقاع أخذ وعطاء تناغم وانسجام، محبة سكن، سلام وأمان، سعادة ووئام، عشق سرمدي. *أستاذ الرسم والفنون المساعد بجامعة جدة د. عصام عبدالله العسيري*