أدى الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن" اليمين الدستورية اليوم الأربعاء، ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدةالأمريكية. وسبق "بايدن" في أداء القسم نائبته كامالا هاريس، والتي أصبحت أول امرأة في تاريخ أمريكا تحتل هذا المنصب. وجرت مراسم تنصيب بايدن وهاريس في واشنطن بحضور كبار المسؤولين الأمريكيين، والرؤساء السابقين، باستثناء الرئيس المنتهية ولايته "دونالد ترامب" الذي غادر إلى مقر إقامته في فلوريدا قبل حفل التنصيب. حضر بايدن، عصر اليوم الأربعاء، صلاة في كنيسة القديس ماثيو قبل أداء اليمين الدستوري رئيسًا للولايات المتحدة. وبدأت الوفود المشاركة في حفل التنصيب، بالتوجه إلى مقاعدها، ويشارك في التنصيب كلاً من باراك أوباما وزوجته، وبيل كلينتون وجورج بوش وزوجته، ونائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس. يمتلك الرئيس رقم 46 للولايات المتحدة جو بايدن، الذي ينصب رسمياً غداً (الأربعاء)، سجلا حافلا وتاريخا طويلا في العمل السياسي، استمر على مدى ما يقرب من نحو نصف قرن تقريباً. دخل بايدن العمل السياسي عضوا في مجلس الشيوخ عام 72 من القرن الماضي، عندما كان عمره 29 عاما فقط، واختاره أوباما ليكون نائبه في انتخابات 2008. ويفتخر بأنه سياسي مخضرم، ويعتبر مسيرته الطويلة في مجال السياسة نقطة قوته وليس ضعفا. وقد وصل موكب الرئيس المنتخب جو بايدن إلى مبنى الكابيتول، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية. وتوجه موكب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، نحو الكونجرس، في إطار مراسم تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدةالأمريكية. من هو جو بايدن؟ ولد بايدن في سكرانتون بولاية بنسلفانيا، إلا أنه انتقل مع عائلته إلى ولاية ديلاوير عندما كان يبلغ 10 سنوات فقط. تخرج في «جامعة ديلاوير» بشهادة في العلوم السياسية، كما حصل على شهادته في القانون من «جامعة سيراكوز»، بدأ عمله محاميا عاما قبل انتقاله إلى العمل السياسي. ودخل الرئيس المنتخب ب306 أصوات في المجمع الانتخابي عالم السياسة عام 1972، عندما أصبح «سيناتور» عن عمر يناهز 29 عاما فقط، ما جعله سادس أصغر سيناتور في تاريخ البلاد. عندما اختاره أوباما ليكون المرشح لمنصب نائب الرئيس في 2008، اضطر بايدن للاستقالة من عمله «سيناتور» وألقى خطابا ختم فيه مسيرة دامت عقودا. أما عن طموحه بالرئاسة فهو ليس بحديث، إذ ترشح بايدن للانتخابات للمرة الأولى عام 1988 عن الحزب الديمقراطي، ثم عاد وترشح عام 2008 لكن سرعان ما انسحب، وقبل عرض أوباما لمنصب نائبه. أما علاقته الوطيدة مع أوباما فهي واضحة منذ عملهما معاً في 2008 وحتى الآن، فعلى الرغم من أن أوباما لم يعلن تأييده لبايدن إلا بعد نجاحه بالانتخابات التمهيدية 2020، إلا أن الرابط القوي الذي يجمعهما أدى إلى كسب بايدن شعبية كبيرة بين الأقليات وخصوصا السود. ويعرف عن بايدن مقاربته غير العدائية لأعضاء الحزب الجمهوري، وأبرز مثال عن ذلك علاقته المقربة من السيناتور الجمهوري الراحل جون ماكين، الذي كان منافس أوباما على الرئاسة عام 2008، إلا أن المنافسة واختلاف الآراء لم يؤثرا سلباً على علاقة بايدن بماكين. وكانت لاية بنسلفانيا، مسقط رأس الرئيس الجديد حاسمة في سباق 2016 لصالح ترمب، وراهن عليها بايدن كثيرا في سباق 2020. السيدة الأميركية الأولى.. طلبها بايدن للزواج 5 مرات تعرفت السيدة الأولى الأمريكية، جيل، على زوجها، جو بايدن، عام 1975. كان بايدن في ذلك الوقت سيناتوراً في حين كانت هي لا تزال في الجامعة. لم تتوقع جيل أن ترتبط بهذا الشاب الذي قابلته في المرة الأولى على باب بيتها مرتدياً جاكيتاً رسمياً وحذاءً جلدياً، وقالت في نفسها: «يا إلهي، لن نتفاهم ولا حتى بعد مليون سنة». عرض عليها جو بايدن الزواج خمس مرات قبل أن توافق أخيراً. وتقول لمجلة «فوغ»: «لم يكن بمقدوري أن أتسبب بأن يخسر أولاده أماً ثانية. لذا كان عليّ أن أكون متأكدة مئة بالمئة من قراري». خلال حملة بايدن التي تكللت بالنجاح، أظهرت نشاطًا بدا في بعض الأحيان أنه تجاوز قوة زوجها، وضاعفت الزيارات إلى الولايات الرئيسية ودافعت عنه بلا هوادة ضد هجمات معسكر ترامب. تزوجت جيل من جو بايدن في عام 1977، بعد خمس سنوات من حادث سيارة مأسوي أودى بحياة نيليا، الزوجة الأولى لمن كان حينها سيناتور ديلاوير، وابنتهما نعومي التي كانت تبلغ من العمر 13 شهرًا، وأدى إلى إصابة ابنيهما بو وهنتر بجروح خطيرة. اقترح الابنان أن يتزوج ممن اعتبرتهما بمثابة ابنيها، وأنجبت له ابنة ثانية تدعى آشلي، التي تبلغ من العمر الآن 39 عاماً وتعمل في مجال الدفاع عن الحقوق الاجتماعية. وتعرف جيل بايدن، البالغة من العمر 69 عامًا، أروقة البيت الأبيض جيدًا، إذ ترددت عليها لمدة 8 سنوات، عندما كان زوجها نائب الرئيس باراك أوباما. نالت الدكتوراه في علم التربية، وتُدرِّس في إحدى جامعات شمال فيرجينيا، بالقرب من واشنطن، حيث تنوي مواصلة العمل خلال ولاية جو بايدن، مثلما كانت تفعل عندما كانت «السيدة الثانية».