عندما سمعنا أخبار ترتيبات القمة الخليجية والتي عقدت في مدينة العلا تبادر إلى الأذهان صور القادة الملهمين وحضورهم وهيبتهم ووضع مصالح الأمتين في أعلى الأولويات. لكن عندما تم الإعلان عن حضور أمير قطر لهذه القمة المميزة تجلت الغمامة والسحابة الصيفية أمامنا لنستشرف المستقبل. وعندما تابعنا بعفوية الجمهور استقبال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للقادة الخليجيين وحرارة الاستقبال التي حظي بها أمير دولة قطر ومن خلال ما لمسناه من دفء العناق وصل إلينا كجمهور وشعرنا به تماماً وكأننا معنيون بكل تفاصيل السلام، فنحن شعوب خُلقنا للبناء والسلام والتنمية، إن المصالحة السياسية في دول الخليج آثارها تعم العالم أجمع وليس فقط دول المنطقة. ومن يسعى لزعزعة العلاقات وزيادة التوترات الخليجية إنما يسعى للفساد في الأرض بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فهذه المنطقة هي الثقل الديني لجميع الأديان السماوية والقيمة التاريخية والقيمة الاقتصادية، وهي أهم عناصر التوازنات الدولية، فلن يمر سلام أو نمو سياسي أو اقتصادي إلا عبر منطقة الخليج. الكثير من دول العالم يدرك تماماً أن القادة الخليجيين ملهمون في السياسة والاقتصاد وهم أحفاد لقادة عظماء عبر التاريخ لآلاف السنين. ونحن نشاهد نجاح القمة الخليجية التي أثلجت الصدور نستشعر المستقبل الذي وعد به ولي العهد عندما قال في إطلاق رؤية 2030: «إن أوروبا القادمة هي الشرق الأوسط». أهنئ قيادة المملكة العربية السعودية والسادة قادة دول مجلس التعاون الخليجي على نجاح هذه القمة المؤثرة، قمة التحديات الكبرى، ونتطلع لأن تنعم شعوب المنطقة بالسلام الدائم والتنمية والازدهار. * سفير جمهورية موريشيوس لدى المملكة والإمارات والبحرين