تواصل جمعية الثقافة والفنون بجدة مبادراتها الرائدة في تكريم الرواد والمبدعين التي أطلقتها العام «2018» والتي كرمت من خلالها عددا من المثقفين والفنانين والرواد في كافة المجالات الثقافية والفنية في المملكة، وكرّمت «فنون جدة» أول أمس نجمين من أعلام الموسيقى الأستاذ عبدالرحمن باحمدين، والأستاذ مدني عبادي، في ليلة فنيّة مميّزة عنوانها «الوفاء على مسرح الشربتلي» بنادي جدة الأدبي. وفي مستهل الأمسية التي تولَّت تقديمها الزميلة سهى الوعل، ألقى كلمة الجمعية الموسيقار طلال باغر كلمة تناول فيها ما قدمه باحمدين ومدني عبادي، حيث ذكر أنهما يعدان رمزين من رموز الموسيقى في المملكة، واستمرَّ عطاؤهما لخمسة عقود، أثروا من خلالها الساحة الفنية بالأعمال الموسيقية وحفظ التراث، مساهمين بصناعة مجد للأغنية، داعيًا الله تعالى أن يمُنَّ على الأستاذ عبدالرحمن باحمدين بالشفاء العاجل والذي مثَّل المملكة في العديد من المحافل الدولية. تلا ذلك حوار ثقافي موسيقي مع الموسيقار مدني عبادي، أدارهُ الإعلامي سعد زهير، عبر فيه مدني عبادي عن شكره للجمعية وإدارتها واختلطت كلماته بدموعه المعبرة عن فرحته وتقديره، ولكل من شارك وحضر ليلة تكريمه ثم تطرق لبداياته في عالم الفن، وعن مشواره الفنيّ قال: بأنهُ كان يعزف على آلة الكمنجة، ثم توجّه للعزف على آلة القانون وأنَّ القانون أصعب كذلك من آلة العود، وقد شارك مع رموز الأغنية السعودية، مُستحضرًا ظهوره في برنامج (وتر وسمر) قبل «35» عاما، من إعداد وتقديم الموسيقار جميل محمود واستمرّ هذا البرنامج لسنوات يُقدّم فيه الفن الراقي وحفظ التراث.. كما تطرق إلى العديد من الأسماء لمنابع الأصول الموسيقية والفنون الحجازية على وجه الخصوص ممتدحًا أخلاقهم وطيبهم وعطاءهم غير المحدود. كما استعرض المقامات وتعدُّدها، وتقسيمها وتفريعاتها مُبينًا أنه قد تحتوي الأغنية الواحدة على أكثر من مقام في أول الأغنية ونصفها. وعن أعماله مع الفنانين قال مدني: يجب أن تكون هناك كيمياء بين الفنان والعازف، موضِّحًا بأن الفنان يجب أن يؤدِّي الأغنية بشكل صحيح حتى وإن كان مبتدئًا، وفي ختام حديثه الفنّي الهادف تحدّث عن العزف قديمًا وأن العازفين على آلة القانون كان عددهم محدودا جدًا، أما اليوم افتخر بهذا التطور الكبير مع وجود العشرات من العازفين لهذه الآلة، مُشيدًا بالتطور والنهضة في إنشاء المعاهد الموسيقية وأنَّ من خلالها سيصبح هناك جيلٌ أكاديمي يُثري الساحة الموسيقية. وقد تخللَّ ذلك الحوار معزوفاتٍ وتقسيماتٍ على آلة القانون قدّمها مدني عبادي بصحبةِ الفرقة الموسيقية، ثمَّ تغنّى بصوته الجميل مع العزف على آلة العود وسط إعجاب وتفاعل من كافة الحضور. وكان من المفترض أن يشارك في الحوار الفنان عبدالرحمن باحمدين الذي تغيب لظروفه الصحية، بعد ذلك تم تكريم مدني عبادي بحضور محمد آل صبيح مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة، وطلال باغر مستشار الجمعية، كما تم تكريم الموسيقار عبدالرحمن باحمدين، تسلَّم التكريم نيابةً عنه ابنه. وعن هذا التكريم قال محمد آل صبيح مدير الجمعية: إن الجمعية بكل لجانها تعمل وفق إمكانياتها المتاحة للارتقاء بالمشهد الثقافي، مضيفا أن لدى الجمعية برنامجا ممتدا لتكريم الرواد وستعمل خلال العام «2021» على تكريم نخبة من المبدعين. مدني عبادي يلقي كلمة جانب من التكريم