بعد الثلاثية التاريخية التي سجلها أزرق العاصمة خلال العامين 2019 و2020 وبعد المستويات الكبيرة التي نالت استحسان الجميع من عشاق ونقاد ومحبين ومتيمين عاشوا ليالي فرح وابتهاج وسطروا ملاحم من ذهب، الهلال يتراجع ويترنح بالنتائج خلال نهاية العام الميلادي والأسباب قد تكون كثيرة لعلها تكون في الآتي: التشبع الحاصل والإرهاق لدى نجوم الزعيم فالنجوم في تراجع كبير في مستوياتهم وقد يعذر هؤلاء الأبطال الذين أرهقتهم المشاركات والبطولات وعدم الراحة في أوقات طويلة جعلت هذا التراجع قصريا فاللاعب بشر لا يستمر على مستوى واحد طوال الوقت فلا بد من دروب وهذا ما حصل بكل تأكيد لجميع لاعبي الأزرق ونستثني لاعبين أو ثلاثة فقط، أيضا المدرب الداهية رازفان يتحمل جزءا كبيرا لما يحصل من تراجع بالنتائج فالروماني لا يزال يعيش في أيام الفرح والابتهاج بالبطولات والتتويجات ولعل آخرها تتويجه بأفضل مدرب روماني لعام 2020 فأخطؤه كبيرة. بداية من فلسفته بعدم الدخول بالتشكيل الأمثل في بداية المباريات، كذلك تأخر تبديلاته حتى الدقائق الأخيرة مما أثر على الكسب في جل المباريات، عدم إتاحة الفرصة للشباب والزج بهم في تعويض النقص الحاصل للفريق، كثرة التدوير واختراع الخانات لبعض النجوم، وتغيير المراكز مما أفقد الهلال هيبته في كثير من المباريات، وبعيدا عن النجوم والمدرب لعل الإصابات المتكررة لبعض النجوم ألقت بظلالها على تراجع الزعيم فالزعيم غير مكتمل هذا الموسم؛ فالحارس الأساسي لا يزال مصابا وهو عنصر أساسي وفاعل في خطة المدرب، ومعه نجوم آخرون لعل البليهي والكوري جان وسيبا والشهراني وهم العمود الفقري جميعهم غاب في أكثر من لقاء مما جعل الهلال في مأزق كبير فهؤلاء النجوم لا يتعوضون أبدا، فما تزال الإصابات عاملا مرهقا في ضياع النقاط، سوء الطالع في ترجمة الفرص زاد من معاناه الهلال فالمهاجم غوميز خارج الفورمة، والبديل خريبين لم يقدم ما يشفع له في إثبات وجودة، وبقي صالح الشهري هو المنقذ الذي حفظ ماء الوجه للزعيم في اللقاءات الأخيرة فتحمل وحده زيارة الشباك وإنقاذ الهلال من مأزق الخسارة. الهلال مع العام الجديد عليه العمل في فترة الميركاتو الشتوي بجلب مدافع أيسر بديل للشهراني سواء محليا أو أجنبيا، ولاعب صانع لعب مهاري يقود وسط الهلال يصنع الفارق، وهداف بارع بعد الاستغناء عن خريبين؛ فالإدارة الهلالية متى ما أرادت عودة وهج الزعيم ومواصلة النجاحات لا بد أن تشتغل وتجلب وتتعاقد حتى يكون هناك توازن بين النجوم داخل الملعب وعلى دكة البدلاء، ولعل الاستغناء أيضا عن فييتو يكون حلا جيدا لأن الأرجنتيني لم يقنع بمستواه حتى الآن عشاق الهلال، رفع الروح المعنوية من قبل الإعلام والجمهور لنجوم الموج الأزرق سيسهل عودة الفريق لسابق عهده، فالهلال قادر بكل حنكة ودهاء من إدارته وأعضاء شرفه واعتلى الصدارة والمنافسة على بطولة الدوري والسوبر وأيضا بطولة آسيا فإذا اكتمل الهلال يصبح البدر الذي يضيء الكون جمال وإبداع وفن والعام جديد فرصة لصفحة جديدة بيضاء ترسم الفرح لعشاق الزعيم؛ فالهلال يتجلى ويظهر إذا وثق نجومه من أنفسهم، وإمكانياتهم وهذا هو المأمول منهم.