فرض الفريق الهلالي نفسه بطلًا لدوري جميل عن جدارة، منذ الجولة ال24، وتخلل مشوار الفريق الأزرق في المسابقة العديد من المنعطفات والمحطات والمراحل المختلفة على مدى الجولات ال26. «المدينة» تستعرض خلال السطور التالية أبرز ملامح ومحطات المسيرة الهلالية نحو اللقب الذي عاد لخزائن «الزعيم» بعد خمس سنوات من الغياب: انطلاقة باهتة كانت انطلاقة الفريق الأزرق باهتةً حين أحرز فوزًا متأخرًا على حساب ضيفه وضيف الأضواء الجديد الباطن على استاد الملك فهد الدولي، بهدفين متأخرين، لثنائي الهجوم والخبرة ناصر الشمراني وياسر القحطاني في آخر ربع ساعة، ليحتل المركز الرابع مع نهاية الجولة الأولى. فوز مثير في الجولة الثانية حقق الهلاليون انتصارًا أكثر إقناعًا على حساب التعاون ببريدة (2-0)، بعد مباراة مثيرة ومتقلبة الأحداث، مع تصدي حارس مرمى الزعيم عبدالله المعيوف لركلة جزاء حاسمة وفي توقيت استراتيجي نهاية الفترة الأولى، ليتقدم الهلال نحو الوصافة مع ختام الجولة الثانية. سقوط مفاجئ بعد حصد العلامة الكاملة عن أول جولتين، تعرضت الكتيبة العاصمية إلى هزة وسقوط مفاجئ على يد ضيفها الاتفاق في «درة الملاعب» بهدفين لهدف، لتتراجع نحو المرتبة الرابعة مع إسدال ستار الجولة الثالثة. انتصار صعب وإقالة المدرب سرعان ما نهض الفريق الأزرق من كبوته حين ظفر بانتصار صعب على حساب مضيفه القادسية بهدفي عبدالمجيد الرويلي ونواف العابد، مقابل هدف للمهاجم النيجيري باتريك إيز، وظهر الفريق بأداء رتيب وبطيء للغاية، لتقرر إدارة الأمير نواف بن سعد الاستغناء عن خدمات المدرب الأوروجوياني «غوستافو ماتوساس»، وتكليف مدرب الفريق الأولمبي الروماني «ماريوس سيبيريا» رغم تقدم الفريق نحو المركز الثالث مع ختام الجولة الرابعة. انتفاضة كبيرة تمكن سيبيريا من تحقيق نقلة نوعية في أداء وروح اللاعبين حين قادهم لانتصار عريض على حساب ضيفهم الفيصلي في الجولة الخامسة وبرباعية نظيفة تقاسمها المهاجم الدولي ناصر الشمراني ولاعب الوسط البرازيلي «كارلوس إدواردو»، ليعود الفريق لوصافة الترتيب بعد نهاية الجولة الخامسة. صعود متواصل استمر الهلال في تقديم عروضه المميزة مع سيبيريا حين حقق انتصارًا عريضًا على حساب مستضيفه الخليج في ملعب الدمام بستة أهداف لهدف، تناوب على تسجيلها ناصر الشمراني (هدفين) والبرازيلي «ليوناردو بوناتيني» (هدفين) ومواطنه «كارلوس إدواردو»، والحارس الخلجاوي مسلم آل فريج بالخطأ في مرماه، ليعتلي الفريق الصدارة لأول مرة بنهاية الجولة السادسة، ويترك سيبيريا المهمة لدياز. صدمة الكلاسيكو مع أول حضور للمدرب الأرجنتيني الخبير دياز، تلقى الفريق الهلالي خسارةً موجعةً في موقعة «الكلاسيكو» على يد ضيفه الاتحاد وبثنائية أحمد عسيري وعبدالعزيز العرياني، لتعود موجة الانتقادات الحادة تجاه إدارة النادي وجهاز الكرة على خلفية قرار إسناد المهمة ل»دياز» قبل المباراة بثلاثة أيام فقط، وما زاد حدة الانتقادات تخلي الفريق الأزرق عن صدارة الترتيب بعد جولة واحدة فقط من احتلالها ليعود أدراجه نحو الوصافة مجددًا مع نهاية الجولة السابعة. بشق الأنفس كان الفريق الهلالي في طريقه للتعثر مجددًا وللمرة الثانية على التوالي حين حل ضيفًا على الفتح، ولكن هدفًا متأخرًا للمهاجم البرازيلي «ليوناردو بوناتيني» أنقذ الموقف ليتمسك الفريق بموقعه وصيفًا مع ختام الجولة الثامنة. عودة للصدارة في الجولة التاسعة حقق الفريق الهلالي فوزًا ثمينًا على حساب ضيفه الرائد بهدفين للظهير الدولي ياسر الشهراني، والمهاجم البرازيلي «ليوناردو بوناتيني»، ليتسلق «الزعيم» قمة الترتيب مع نهاية الجولة التاسعة. رد الاعتبار برهن الفريق الأزرق على رغبته الجامحة في إيقاف مسلسل الجفاء عن البطولة المحببة إليه، حين حقق انتصارًا ثمينًا على حساب مضيفه الأهلي بهدفين للثنائي البرازيلي «ليوناردو بوناتيني» و»كارلوس إدواردو»، مقابل هدف للمهاجم السوري «عمر السومة»، ليرد «الزعيم» اعتباره» من هزائم العام الماضي، والسوبر مطلع الموسم الجاري، ويتمسك بصدارته مع إسدال الستار على الجولات العشر الأولى. فوز عريض تواصل ارتفاع مستوى ومردود الفريق الهلالي في الجولة الحادية عشرة حين حقق انتصارًا عريضًا وصريحًا على حساب ضيفه وجاره العاصمي الشباب في ملعب الملز بثلاثية نواف العابد والبرازيليين «بوناتيني» و»تياغو ألفيس»، ليستمر الفريق في صدارته للترتيب. اكتساح الفرسان كانت القوة الهجومية الضاربة هي العلامة الفارقة الأكبر في أداء الفريق العاصمي، وأثبت ذلك من خلال اكتساح ضيفه الوحدة على ملعب الملز بسداسية الشمراني (هدفين) ونواف العابد وياسر القحطاني والبرازيليين «بوناتيني» و»إدواردو»، وليواصل «الزعيم» صدارته للترتيب. عرقلة النصر اختتم الفريق الهلالي الدور الأول بمواجهة «الديربي» أمام الغريم التقليدي النصر، وكان أبناء الأرجنتني «دياز» في طريقهم للاحتفاظ بالصدارة حين تقدموا بهدف الظهير الدولي محمد البريك، لكن الجناح الكرواتي مارين توماسوف كان له رأي آخر حين أحرز التعادل للفريق الأصفر لتخرج القمة بالتعادل الذي كلف الهلاليين مقعد الصدارة متراجعين لوصافة الترتيب. الباطن بوابة العودة للقمة افتتح الفريق الأزرق مشوار القسم الثاني بشكل مثالي حين حقق انتصارًا مهمًا خارج الديار على حساب الباطن بثنائية «بوناتيني» وسالم الدوسري في لقاء شهد الكثير من الصعاب أبرزها استبعاد لاعب الوسط البرازيلي «إدواردو» بالبطاقة الحمراء وتعرضه لإيقاف انضباطي على إثر ذلك، واستغل «الزعيم» تعثر منافسه الاتحاد ليعود لاعتلاء صدارة الترتيب بعد جولة واحدة من التراجع، وهي الصدارة التي استمرت حتى التتويج باللقب. رباعية مسح الأحزان تعرض الفريق الهلالي لهزة فنية وإدارية وجماهيرية بعد هزيمته على يد الجار العنيد النصر في نصف نهائي كأس ولي العهد، لكنه سرعان ما استعاد توازنه حين كسب ضيفه التعاون بأربعة أهداف لهدفين ليواصل صدارة الترتيب مع نهاية الجولة الخامسة عشرة. فوز صعب بالساحل الشرقي عانى الفريق الأزرق الأمرّين قبل أن يحقق فوزًا صعبًا على حساب مضيفه الاتفاق في ملعب الدمام بهدف وحيد للأوروجوياني «نيكولاس ميليسي» في لقاء شهد الكثير من الصعوبات والأحداث الدرامية أبرزها إهدار المهاجم السوري «عمر خريبين» لركلة جزاء في أول ظهور له بالقميص الأزرق. تعثر مفاجئ عاد الفريق الهلالي للتعثر مجددًا حين اكتفى بنقطة وحيدة من أمام ضيفه القادسية على ملعب الملز، وتأخر الأزرق بهدف مبكر للنيجيري «باتريك إيز» لكن السوري «خريبين» أنقذ الموقف وأحرز التعادل الذي كان كافيًا للتمسك بالصدارة مع نهاية الجولة السابعة عشرة. ثقة وواقعية حقق الفريق الهلالي في الجولة الثامنة عشرة فوزًا واقعيًا على حساب مستضيفه الفيصلي بهدفين نظيفين حملا إمضاء سلمان الفرج والسوري «خريبين» ليواصل صدارة الترتيب، مع ملاحقة المنافسين. ثبات وتصاعد استمرت المستويات المتصاعدة والنتائج المميزة للفريق الأزرق حين استضاف الخليج على ملعب الملز وأكرم وفادته برباعية نظيفة للفرج و»إدواردو» و»بوناتيني» هدفين. الكلاسيكو يرسم ملامح البطولة اصطدم الهلاليون في الجولة العشرين بأكبر المنافسين وأخطر الملاحقين الاتحاد في «كلاسيكو» الكرة السعودية على ملعب «الجوهرة المشعة» بجدة، وفي مهمة أخرى لرد الاعتبار وكسر سلسلة الهزائم في «أم القمم» تمكن الفريق الأزرق من كسب اللقاء والظفر بالنقاط الثلاث الثمينة بثلاثية البرازيلي «كارلوس إدواردو» والسوري «عمر خريبين» ونواف العابد من ركلة جزاء، ردًا على تقدم أصحاب الأرض بهدف التونسي «أحمد العكايشي»، وشهدت المباراة الكثير من الأحداث الصاخبة والمثيرة للجدل أهمها الهدف الهلالي الأول، وتعرض فهد المولد للطرد بالبطاقة الحمراء، وخرج «الزعيم» بمكاسب مهمة مع نهاية الجولة العشرين أهمها مواصلة الابتعاد بصدارة الترتيب. نجاة من الفخ واجه الفريق الهلالي صعوبات كبيرة في مهمة حصد النقاط الثلاث أمام ضيفه الفتح في ظل التكتلات الدفاعية ل»النموذجي»، ولكن القائد ياسر القحطاني ظهر ببصمته المعتادة وأحرز هدفًا قاتلًا في آخر دقائق المباراة ليقود «الزعيم» نحو تأكيد وتثبيت الصدارة مع ختام الجولة الحادية والعشرين. ثلاثية تجهز المنصة أصبح «الزعيم» أقرب من أي وقت مضى نحو تحقيق اللقب الغائب لفترة ليست بالقصيرة عن الخزائن الزرقاء حين كسب مضيفه الرائد بثلاثية نظيفة في القصيم، دون مواجهة أي صعوبات أو مقاومة تذكر من أصحاب الأرض، وتناوب «إدواردو» وسالم الدوسري و»بوناتيني» على تسجيل الأهداف ليعززوا صدارة فريقهم للترتيب مع نهاية الجولة الثانية والعشرين. تأجيل التتويج تطلع الهلاليون نحو حسم اللقب عبر تكرار الفوز على ضيفهم الأهلي في «درة الملاعب» ليثأروا من هزيمتي الموسم الماضي، ودفع «دياز» بكافة أوراقه الهجومية لتحقيق ذلك لكن السويسري «جروس» وأفراد كتيبته وفي مقدمتهم حارس المرمى ياسر المسيليم كان لهم رأي آخر ليفرضوا التعادل السلبي ليتأجل الحسم مع استمرار «الزعيم» في صدارة الترتيب بختام الجولة الثالثة والعشرين. الحسم دخل الهلاليون لمواجهة جارهم العاصمي ومستضيفهم الشباب في الجولة الرابعة والعشرين برغبة أكبر وأوضح نحو حسم التتويج باللقب، ولم يتأخروا في إثبات ذلك على أرضية الميدان حين تقدم لهم السوري المتألق والعلامة الفارقة في الدور الثاني «خريبين» من نقطة الجزاء قبل مرور ربع الساعة الأولى من عمر اللقاء، ورغم إدراك «الليوث» للتعادل عن طريق عبدالمجيد الصليهم أعاد البرازيلي «إدواردو» التقدم لفريقه برأسية ليعلن انطلاق الأفراح الزرقاء. الرديف يتم المهمة رغم دخول الفريق الأزرق للقاء مستضيفه الوحدة في ملعب «الشرائع» بتشكيلة طغى عليها اللاعبون البدلاء إثر حسم لقب الدوري ولادخار المجهود والتركيز على المواجهة الآسيوية المهمة أمام «بيروزي» الإيراني، أدى الفريق الرديف المهمة بكل اقتدار وحقق فوزًا عريضًا بثلاثية ماجد النجراني و»إدواردو» والمخضرم الشلهوب مع هدف تقليص فارق متأخر لمختار فلاتة. مسك الختام لم يدع أفراد كتيبة الأرجنتيني «رامون دياز» أي فرصة لجارهم العاصمي النصر لإفساد فرحتهم بالتتويج حين التقوه في آخر الجولات، بل على النقيض عمقوا جراحه واستعرضوا في مرماه بنتيجة تاريخية هي الأكبر في سجلات «ديربي الوسطى» وبخمسة أهداف تناوب على تسجيلها العابد و»إدواردو» و»خريبين» هاتريك، وليحطم «الزعيم» كل الأرقام المتعلقة بمجموع النقاط وعدد مرات الفوز وقوة الهجوم وصلابة الدفاع ويحقق أفضل مسك ختام لأنصاره وعشاقه.