حياتنا مليئة بالكثير من المواقف التي تتطلب أحياناً عدم الاهتمام بها وبأشخاصها؛ ذلك أنها ستُرهقنا، فغالبها مواقف محمّلة بالكثير من التعب، ولكن من المهم التفطّن إلى أننا إذا استمررنا في التعاطي مع جميع المواقف بذات الدرجة من الأهمية؛ وتعد هذا الموقف من باب تقدير الذات فهذا خطأ كبير؛ لأنه يولد بداخلك شعور الأنانية وحب الذات غير الطبيعي، الأمر الذي يفقدك اتزانك الداخلي الذي يصيبك بالحيرة، ويجعلك لا تعرف متى تفلت ومتى تتمسك. مثلما يوجد مواقف في حياتنا تطلب مننا تقدير الذات أيضاً يوجد مواقف تطلب منّا التسامح والحب والتقدير. وعندما تحقق التوازن بالشكل الصحيح هذا يدل على أنك ناضج عاطفياً؛ لأنك حققت التوازن، وبالطبع ليس من الشجاعة أن تتخلى في كل مرة عن فرصة أو عن صديق أو عن زميل من باب راحة النفس؛ فمثل هذا التخلي سوف يدمر حياتك، ويجني على حياتك وعلاقاتك؛ وربما يجعلك منبوذاً من كل الجهات، عندما تترك وتتخلى من دون سبب أو من دون مبررات واقعية؛ فهذا ليس حلاً، ولكن قد نعتبره تبلّداً وهروباً من الواقع دون معالجة الخلل أو مواجهته. لذلك عليك أن تُحقق التوازن بحياتك، أي أنك عندما تمر بظروف تتطلب التسامح عليك فعل ذلك؛ لأن الحياة هكذا ظروفها، متقلبة، ومواقفها تتطلب ذلك، ولنقف على حدود الواقعية والمعقولية في علاقاتنا، فكثرة قطع العلاقات مع الجميع تجعلنا وكأننا غير طبيعيين، قد تكثر انقطاع علاقاتنا مع الآخرين ولكنهم فئة غير مناسبين لنا ليسوا لأنهم غير جيدين، ولكن قد نكون نحن وهم لا نتوافق في كل شيء. والحل الحكيم إيقاف هذه العلاقة واختيار لكل منا طريقه المناسب. ولكن احذر العداوة والبغضاء والمشاحنات عند انقطاع العلاقة؛ لأن النهايات أخلاق وتتطلّب النبل والفروسية في المواقف. وبناء عليه فإن انتهاء العلاقة لا يعني بالضرورة العداوة.