حذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الاثنين، من تصعيد إسرائيل أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية في خضم حملتها الانتخابية. وقال اشتية، في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في مدينة رام الله: إن الحملة الانتخابية المقبلة في إسرائيل "بعضها منصب على الأراضي الفلسطينية، وتعزيز الاستيطان، مثل كل الحملات السابقة". وأضاف: إن "إسرائيل ستذهب لانتخابات (برلمانية رابعة خلال عامين)، والواضح أن الحملة الانتخابية بعضها منصب على الأرض الفلسطينية وتوسيع الاستيطان". وطالب اشتية المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل ب "وقف المشروعات الاستعمارية وضرورة تفعيل قرار مجلس الأمن (2334)، كونه يمثل الإرادة الدولية في مواجهة الاستيطان". وقال: "إن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية على أرض مطار القدس في قلنديا يشير إلى تجاهل فاضح للموقف الدولي الرافض للاستيطان، وتستر تحت ما تبقى من أيام لإدارة ترمب". وتابع: إن "المجتمع الدولي مطالب بوقف المشروعات الاستعمارية ومشروع القطار الخفيف الذي يهدف لربط المستعمرات شمال القدس بجنوبها وبالتالي ربطها بإسرائيل". كما طالب اشتية هيئات الأممالمتحدة المقيمة في فلسطين بتسيير فرق مراقبة لحماية المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية من "إرهاب وهجمات المستوطنين"، محذراً من خطر استمرار "العدوان الذي يجري تحت بصر وحماية الجيش الإسرائيلي". وقالت كاتبة إسرائيلية: إن الانتخابات الرابعة المقبلة، تعني أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطر حقيقي. وأوضحت دفنا ليئيل في مقال نشره موقع القناة "12" العبرية الاثنين، أن نتنياهو يتعامل مع هذه الحملة الانتخابية بطريقة مغايرة تماماً، مع وجود قضايا مختلفة على جدول الأعمال، ويتعرض للهجوم من معسكر اليمين، لأنه في مواجهة تحدي نفتالي بينيت وغدعون ساعار، بات يحتاج إلى تكتيك جديد. وأضافت دفنا ليئيل: إن "اليمين الإسرائيلي أمام انفجار حقيقي كبير عشية الدعوة للانتخابات البرلمانية المبكرة الرابعة خلال عامين، حيث تمكن غدعون ساعار خلال أسبوعين من إحداث تغيير في النظام السياسي الإسرائيلي بشكل جذري، من خلال سلسلة من الحركات الدرامية المخططة بعناية، حيث قام بخلط الأوراق مرة أخرى". وأكدت أنه "في الجولة الانتخابية المقبلة، إذا أتت النتائج في صندوق الاقتراع مماثلة للموجودة في استطلاعات الرأي، فلن يكون نتنياهو صاحب اليد الأقوى، لأن هيكل النظام السياسي الإسرائيلي تغير من نظام ثنائي الكتلة مع نتنياهو من جهة، وزعيم يسار الوسط من جهة أخرى، حتى أصبح نظاماً مكوناً من أربع كتل حزبية على الأقل، رغم أنه ما يزال نتنياهو يحوز كتلة برلمانية من 45 مقعداً". وأشارت إلى أن "الكتل الانتخابية الأخرى المنافسة لنتنياهو تشمل ساعار وبينيت وليبرمان معاً، وبات غالبية ناخبي اليمين من غير المتدينين، وإذا تعاونوا جميعاً، فلن يتمكن نتنياهو من خيانة أي منهم من اليمين، أو مقعد في الحكومة اليسارية المتوقعة، لأنه في الجولة الانتخابية السابقة عدّ بينيت بأنه قادر على تشكيل حكومة بديلة لنتنياهو، لكنه أدرك أن الكتلة الحرجة فيها لم تكن من اليمين". وأضافت: إنه "إذا كان هناك شخص واحد في النظام السياسي يعرف كيف يصوغ مثل هذا الاتفاق الائتلافي المعقد، فهو زئيف إلكين، الذي يحافظ على علاقات جيدة مع المتدينين المتطرفين ومع الصهيونية الدينية، رغم أن القطاع الأرثوذكسي المتطرف سيقف في الجولة الرابعة من الانتخابات خلف نتنياهو، لأن الدعم غير المشروط لرئيس الوزراء يؤتي ثماره في صناديق الاقتراع، خاصة بالنسبة لأرييه درعي زعيم حزب شاس". في الوقت ذاته، أكدت الكاتبة أنه "من وراء الكواليس، هناك خيبة أمل عميقة من نتنياهو، بعد أن تصدعت الثقة به خلال أزمة كورونا، خاصة على خلفية الإغلاق المحكم خلال الأعياد اليهودية، لكن حزبي شاس ويهودوت هتوراة سيوصيان بنتنياهو لتشكيل الحكومة المقبلة، لكن تخيلوا سيناريو واقعيا آخر يحصل فيه الأخير على التفويض، من دون أن ينجح في مهمته". وأوضحت أن "المسؤولين المتدينين يعترفون بأننا أمام جولة انتخابية مختلفة تماماً عما كانت عليه في الجولات السابقة، لأننا سنكون أمام حملة انتخابية من دون دونالد ترمب، وهذه المرة يصل نتنياهو من دون صديق جيد في البيت الأبيض، يمكن أن يستعد للتعبئة لصالحه من أجل الحملة الانتخابية". وختمت بالقول: إن "نتنياهو من المتوقع أنه سيحاول تأكيد إنجازاته السياسية، لكن سيتعين عليه الحذر، لأننا عشنا ثلاث حملات انتخابية متكررة، أما الجولة الرابعة فهي قصة مختلفة تماماً، وفي النهاية لن يعود نتنياهو بالضرورة إلى مكتب رئيس الوزراء".