التسويق مهم جداً في حياتنا وتكمن أهميته في أنشطته المتعددة التي تتيح للمسوقين التعرف على السوق وتحديد الفرص الموجودة لخلق أو تطوير منتجات وخدمات تلبي احتياجات السوق بالسعر المناسب في الوقت والمكان المناسبين. ويعتبر المنتج أهم عناصر التسويق، حيث إنه الأساس الذي يبنى عليه كل شيء وتخدمه عناصر التسويق الأخرى كالتسعير والترويج والمكان. وفي المجال الرياضي شهد التسويق خلال العشرين سنة الماضية طفرة كبيرة طورت من المنتج الرياضي على الصعد كافة، من حيث البطولات وتطورها والملاعب وتطويرها والبث التلفزيوني وتشفيره ومنتجات الأندية وتنوعها وغيرها الكثير والكثير من التفاصيل التي أحدثها وسيحدثها التسويق في المجال الرياضي. ولأننا في المملكة العربية السعودية جزء من هذا العالم الفسيح الذي تطور في التسويق الرياضي، فإننا تطورنا أيضاً في هذا الجانب حيث أصبح لدينا أنشطة تسويقية تختص بالرعايات وبتذاكر المباريات وكذلك بمنتجات الأندية، صحيح أن تطورنا ليس بالشكل المنشود لكننا نتقدم ونتطور حتى وإن كان ببطء، والشيء الوحيد الذي لم يتطور في المنظومة الرياضية على الصعيد التسويقي هو الإخراج، وهنا أعني إخراج المباريات التي دائماً يسقط المخرجون في عدم مواكبة الرتم التسويقي المتسارع في القطاع الرياضي. فمن يشاهد مباريات الدوري السعودي سيتأكد من أن مخرجي المباريات يفتقرون للثقافة التسويقية، ما أثر سلبياً على الدوري كمنتج، لأن المخرجين ينقلون المباريات بنفس فكر وثقافة الثمانينات الميلادية عندما كان التسويق الرياضي في المهد!! أتمنى أن يدرك المخرجون أن الكاميرات يجب أن تعطي الرعاة والمعلنين حقوقهم التي كفلتها لهم العقود بدلاً من السرحان المتكرر واللقطات الغريبة في المباريات! فقط تابعوا مباريات الدوري السعودي ولاحظوا أين تركيز المخرجين عندما يتوقف اللعب للإصابات أو غيرها، وستجدون عجب العجاب من اللقطات الغريبة التي كان بالإمكان أن تكون بشكل أفضل لو وجهت الكاميرات للقطات أكثر احترافية وفائدة، لكن أين الثقافة التسويقية التي تعمل الفارق؟