أُعيد فتح ميناء دوفر في بريطانيا الأربعاء، ما يخفف قليلاً من الطوق الصحي المفروض عليها منذ اكتشاف طفرة جديدة من فيروس كورونا المستجد، في وقت يجتمع الفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية لوضع استراتيجية لمكافحة الفيروس المتحوّل. للمرة الأولى منذ الأحد، وصلت سيارات تقل مسافرين إلى مرفأ كاليه الفرنسي من دوفر في بريطانيا، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس. ووصلت أيضاً بعض الشاحنات على متن العبارة "كوت دي فلاندر" التابعة لشركة "دي اف دي اس" وكانت أول سفينة تغادر دوفر. وتأتي إعادة فتح دوفر بناء على اتفاق توصلت إليه لندن وباريس الثلاثاء لإنهاء الأزمة من خلال السماح لسائقي الشاحنات الثقيلة العالقين في المملكة المتحدة بدخول فرنسا بعد إجراء فحص كوفيد- 19. ويبعد هذا القرار خطر حدوث نقص في الإمدادات بعد أن علق في انجلترا آلاف الشاحنات بعد تعليق فرنسا لمدة 48 ساعة نقل البضائع المصاحبة التي تعتمد المملكة المتحدة عليها بشكل كبير. وكانت فرنساوبلجيكا أعلنتا الثلاثاء تخفيفاً مرتقباً لبعض القيود التي فُرضت منذ الإعلان الأحد عن انتشار كبير لهذه السلالة الجديدة من كوفيد- 19 في بريطانيا. وهي معدية بنسبة أكبر بما بين 40 وسبعين بالمئة من الأنواع الأخرى، بحسب لندن. وكانت فرنسا سمحت الثلاثاء بعودة مواطنيها والمقيمين على أراضيها أو على أراضي الاتحاد الأوروبي، من بريطانيا شرط أن يقدموا نتائج فحوص تثبت عدم إصابتهم بالفيروس المتحوّل. وتبنت بلجيكا وهولندا تدابير مماثلة. وأعلنت شركة يوروستار أيضاً استئناف حركة القطارات الأربعاء "للرحلات من بريطانيا نحو أوروبا القارية" لكنها ستبقى خاضعة ل"شروط". وكانت المفوضية الأوروبية أوصت في وقت سابق الثلاثاء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتسهيل استئناف حركة النقل مع الجزيرة، من أجل "السفر الضروري" و"لتجنب اضطرابات سلسلة الإمدادات"، في توصية تهدف إلى السماح لآلاف المواطنين من الاتحاد الأوربي وبريطانيا بالعودة إلى منازلهم. وناقش سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الثلاثاء توصية المفوضية. ولم تعلن ألمانيا التي علّقت على غرار عشرات الدول الأخرى الرحلات مع المملكة المتحدة، تخفيف القيود السارية حتى 6 يناير. وكذلك بالنسبة لإسبانيا. وأعلنت بوليفيا من جهتها، أنها ستمنع اعتباراً من الجمعة ولمدة أسبوعين دخول المسافرين الوافدين من أوروبا بسبب السلالة الجديدة للفيروس. وعلق مسافرون كثر بعد أن أوقفت العديد من الدول رحلاتها الجوية مع المملكة المتحدة، بحيث لم يتمكن البعض من الاجتماع بأسرهم لقضاء عيدي الميلاد ورأس السنة. في سويسرا، كانت تستعدّ منتجعات التزلج لاستقبال السياح البريطانيين. وسيطرت حالة من الاضطراب على الفنادق بعد إلغاء عدد كبير من الحجوزات. ودعا الاتحاد الذي يمثل خدمة الصحة العامة البريطانية رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى تمديد الفترة الانتقالية لمرحلة ما بعد بريكست، خشية من تداعيات خروج من دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي. وأكد مختبر بايونتيك الألماني الذي طوّر مع شركة فايزر الأميركية أول لقاح مضاد لكوفيد- 19 تم ترخيصه في العالم، أنه قادر على توفير لقاح جديد "خلال ستة أسابيع" في حال تحوّل الفيروس كما حصل في بريطانيا. وأعلنت السلطات الصحية البلجيكية أن السلالة الجديدة من الفيروس رُصدت على أراضيها "مطلع ديسمبر". وأعلنت أيرلندا الثلاثاء أنها ستعيد فرض إجراءات احتواء كورونا من 24 ديسمبر وحتى 12 يناير مع بعض التخفيف والاستثناءات لعطلة عيد الميلاد، لمحاربة الزيادة "غير العادية" للإصابات بفيروس كورونا المستجد. وفي الولاياتالمتحدة، تلقى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن وكبير الخبراء الأميركيين حول الأمراض المعدية أنطوني فاوتشي، الجرعة الأولى من اللقاح، أمام كاميرات قنوات التلفزة. وفي المكسيك، أعلنت الحكومة الخميس إطلاق حملة تلقيح ضد كوفيد- 19، ما إن تصل أول دفعة من لقاح فايزر- بايونتيك. والمكسيك هي رابع دولة أكثر تضرراً جراء الوباء، بعد الولاياتالمتحدة والبرازيل والهند. وخففت سيدني الأربعاء بعض القيود المفروضة بمناسبة عيد الميلاد، بعد أن سجّلت ثاني أكبر مدينة في أستراليا لليوم الثاني على التوالي أقل من عشر إصابات بالمرض. وأعلنت سلطات الكونغو برازفيل أنها ستفرض حجراً على سكانها البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة في 25 ديسمبر و2 يناير في مواجهة ارتفاع حاد في عدد الإصابات. وكذلك ستفرض على المطاعم والحانات في 24 و31 ديسمبر الإغلاق عند الساعة السابعة مساء. وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة مليون و703 آلاف و500 شخص في العالم منذ ديسمبر 2019، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس الثلاثاء. وسُجلت 77 مليوناً و272 ألفاً و40 إصابة بالمرض في العالم.