كل من يعرف صاحبة السمو الملكي الأميرة النبيلة/ لطيفة بنت سلطان بن عبد العزيز ، أو يعرف ما تقدمه من خير وفير، يدرك جيدا أنها اسم على مسمى حقا. فكأن والدها سلطان الخير عندما اختار لها هذا الاسم، أدرك بغريزة الأبوة التي لا تخذل صاحبها أبدا، أنها ستكون لطيفة حقا بين الناس..عنواناً للبر والحفاوة والكرم، والرفق بالضعفاء والإحسان إليهم. واليوم، تشهد أعمال الخير الجليلة التي حققتها لطيفة من خير وفير في قضاء حوائج الناس من إغاثة للملهوفين، ونجدة للمستغيثين، ومساعدة للفقراء، ودعم للمحتاجين ، وتشييد للمساجد وصيانتها، ودعم سخي للقائمين على أمرها.. أقول: تشهد أعمال الخير هذه التي تجل عن الوصف، على أن الأميرة لطيفة كانت فعلا عند حسن ظن والدها سلطان الخير يوم اختار لها هذا الاسم. فجاءت تقتفي أثره، وتمشي على خطاه، بل تحث السير قدما في عمل كل ما يحقق معنى خلافة البشر في الأرض من إعمار وتعاون على البر والتقوى؛ تماما كما كان والدها الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله، الذي شهد له البعيد قبل القريب بعشقه للخير، وحبه لمساعدة الناس حيثما كانوا. فكلنا نذكر جيدا قوافل خير سلطان التي كان يسيرها محملة بالمؤن إلى البلاد البعيدة في أدغال أفريقيا، استجابة لاستغاثة امرأة مكلومة، شاهدها عبر الفضائيات تشارك النمل في قوته. أجل، كان سلطان يد خير طولى للعالم، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قائد قافلة خيرنا القاصدة اليوم، الذي كان أعرف الناس بسلطان، وأكثرهم حبا له ووفاء؛ إذ رافقه طيلة أيام مرضه، لاسيما في رحلات علاجه الخارجية، فقد ظل إلى جانب سريره في المستشفى عاما كاملا في الخارج، يدير أعماله في إمارة الرياض يوم ذاك عبر الهاتف.. فكتب إليه سلطان ذات مرة، معبرا عن هذا الوفاء النادر، الذي لم نعرفه لإنسان مثلما نعرفه لسلمان: (إلى سمو الوفاء.. ووفاء السمو). أقول: مثلما كان سلطان يد خير طولى للعالم، فلا عجب أن شقيقه الملك سلمان قال عنه، واصفا هذا الخير المدرار: (سلطان.. مؤسسة خيرية كاملة شاملة، فحيثما كان سلطان يكون الخير). أجل، فمثلما كان سلطان يد خير طولى للعالم، كذلك هي اليوم بنته الأميرة لطيفة يد خير طولى بيننا. والحقيقة لا نعرف جزاء يوفي خيرها الغزير هذا إلا أن ندعو لها الله اللطيف الخبير بقلب صادق أن يتقبل منها، فيجزل ثوابها، ويعظم أجرها، ويكثر من أمثالها في مجتمعات المسلمين أجمعين.