كشف أداء القطاع المصرفي في المملكة للربع الثالث من العام 2020، أدلت به شركة عالمية متخصصة في تقديم الخدمات الاستشارية، اعتمدت في تقريرها على تطبيق 16 مقياساً مختلفاً لتقييم مقومات الأداء الرئيسة من حيث الحجم، والسيولة، والإيرادات والكفاءة التشغيلية، والمخاطر، والربحية ورأس المال، إلى ارتفاع نسب العائد مع ارتفاع الدخل التشغيلي وانخفاض المخصصات. كما شهدت البنوك العشرة الأكبر في المملكة زيادة في معدلات القروض والسلف التي نمت بوتيرة أسرع في الربع الثالث من العام 2020 بنسبة 3.0 ٪ على أساس فصلي، مقارنة بالربع الثاني من العام 2020 بنسبة 1.9 ٪ على أساس فصلي، ودفع لهذا النمو بشكل أساسي زيادة الإقبال على الائتمان من قبل المستهلكين. وكذلك، شهدت الودائع تحسناً طفيفاً مقارنة بالربع السابق، ويعود ذلك جزئياً إلى ارتفاع النشاط الاقتصادي بعد تخفيف إجراءات الإغلاق المرتبطة بالجائحة. ولفت تقرير صدر عن شركة «ألفاريز آند مارسال»، إلى مواصلة البنوك في المملكة تحسين مستويات كفاءتها، حيث تراجعت نسبة التكلفة إلى الدخل للربع الثالث على التوالي على الرغم من زيادة النفقات التشغيلية هذا الربع بنسبة 4.6 ٪ على أساس فصلي، كما ساهمت زيادة الدخل التشغيلي بوتيرة أسرع بنسبة 6.5 ٪ على أساس فصلي في هذا الانخفاض. واستمر صافي هامش الفائدة في الانخفاض بشكل كبير، حيث وصلت إلى 3.02 ٪ وهو أدنى مستوى لها خلال عدة أعوام بعد استمرار انخفاض عوائد الائتمان. ويشير التقرير أيضاً إلى انخفاض مخصصات القروض بنسبة 36.7 ٪ على أساس فصلي لتصل إلى 3.2 مليارات ريال سعودي في الربع الثالث من العام 2020، وهو ما كان تطوراً إيجابيًا في النتائج، منوهاً بأن أبرز الاتجاهات المحددة لنتائج الربع الثاني لعام 2020، ارتفاع معدلات القروض والسلف لدى أكبر عشرة بنوك في المملكة خلال الربع الثالث من العام 2020، ممّا سرع الوتيرة بنسبة بلغت 3.0 ٪، في حين شهدت الودائع أيضاً تحسناً بنسبة 2.8 ٪، وساهم افتتاح بعض القطاعات بعد الربع الثاني من العام 2020 في ارتفاع نسبة القروض إلى الودائع حيث بلغت 86.9 ٪ في الربع الثالث بالمقارنة مع 86.7 ٪ خلال الربع الثاني من العام، وارتفاع الدخل التشغيلي بنسبة 6.5 ٪ على أساس فصلي في الربع الثالث من العام 2020 مقارنة بانخفاض بنسبة 3.9 ٪ في الربع الثاني. وارتفع صافي دخل الفوائد بنسبة 2.0 ٪ على أساس فصلي، حيث ساهم انخفاض أسعار الفائدة بتعويض الزيادة الهامشية في القروض والسلف. وشهد صافي دخل الرسوم ارتفاعاً بنسبة 20.0 ٪، حيث أثّر تخفيف إجراءات الإغلاق المرتبط بالجائحة على دخل الرسوم المتولدة عن أحجام الأعمال والبطاقات الائتمانية الجديدة. إلى ذلك، شهد الدخل التشغيلي تفاوتاً في البنوك الفردية، حيث ارتفع الدخل التشغيلي بأسرع وتيرة للبنك الأهلي التجاري بنسبة 18.3 ٪ على أساس فصلي، بينما انخفض للبنك السعودي البريطاني (ساب) بنسبة 7.6 ٪ مع انخفاض مؤشر تأمين البنك الوطني بنسبة 0.7 ٪ على أساس فصلي، ومواصلة صافي هامش الفائدة تراجعه مع وصول أسعار الفائدة إلى أدنى مستوى لها خلال عدة أعوام. وانخفض صافي هامش الفائدة بنسبة 3 نقاط أساس 3.02 ٪ خلال الربع الثالث، وذلك بسبب انخفاض عائدات الائتمان بمقدار 19 نقطة أساس نتيجة لخفض أسعار الفائدة. وسجل أحد البنوك في السعودية تراجعاً بصافي هامش الفائدة بنسبة 27 نقطة أساس على أساس فصلي، وتراجعاً بنسبة 20 نقطة أساس، وتحسن نسبة التكلفة إلى الدخل للربع الثالث على التوالي من العام 2020 لتبلغ 34.3 ٪ بالمقارنة مع نسبة 34.9 ٪ في الربع الثاني، وارتفعت المصاريف التشغيلية بنسبة 4.6 ٪ على أساس فصلي، ومع ذلك فقد فقد شهد الدخل التشغيلي ارتفاعاً سريعاً. وأشار 6 من أصل عشرة بنوك إلى تراجع نسبة التكلفة إلى الدخل لديها. وشهد إجمالي المخصصات تراجعاً بنسبة 36.7 ٪ في الربع الثالث على أساس فصلي مقارنة بالارتفاع الملحوظ في الربع الثاني، بينما حافظت نسبة القروض المتعثرة نسبة صافي القروض على استقرارها بشكل عام عند 2.0 ٪، وانخفض مؤشر تكلفة المخاطر من 1.28 ٪ في الربع الثاني من العام 2020 إلى 0.79 ٪ في الربع الثالث من العام، بينما تراجعت نسبة التغطية بشكل أكبر لتصل إلى 144.1 ٪ نتيجة لارتفاع نسبة القروض المتعثرة بنسبة 3.6 ٪ على أساس فصلي، وتحسن الربحية مع زيادة الدخل التشغيلي وانخفاض المخصصات المدعومة بنسب العائد، وارتفاع صافي الدخل بنسبة 27.5 ٪ على أساس فصلي، نتيجة ارتفاع إجمالي الدخل التشغيلي بنسبة 6.5 ٪ وانخفاض المخصصات بنسبة 36.7 ٪ على أساس فصلي، وانعكس ذلك على ارتفاع العائد على حقوق المساهمين إلى 13.2 ٪ من 10.3 ٪ في الربع الثاني من العام 2020. ويهدف التقرير إلى تسليط الضوء على أداء أكبر عشرة بنوك مدرجة في المملكة من خلال مقارنة أدائها في الربع الثالث من العام 2020 بالربع الثاني من العام نفسه، بالاستناد إلى البيانات الفصلية الصادرة عنها.