أشياء عدة تفقدها ولا تعرف ما سبب فقدانك لها، تتساءل وحين تمل تتوقف عن التساؤلات وتشغل نفسك بأمور لا فائدة منها، وأنت ماتزال عالقا في ذلك التساؤل ولم تصل إلى جواب، العصفور الذي مات في القفص من العطش واتهمت القط في موته. الغبار الذي ملأ رف كتبك ولمت الخادمة لتركها النافذة مفتوحة.. شجرة حديقتك التي بدأت تفقد حياتها ويتساقط جمالها وظننت أن المطر سيهطل ليلة البارحة ويسقيها.. وقتك الذي يلحق بك ويقول لا تهملني واشغل نفسك بي وتقول لا توجد أشياء مهمة أشغل نفسي بها، هل القط سيدع العصفور ملقى أم يبتلعه؟ هل كان الجو في ذلك اليوم هو من ملأ الرف غبارًا؟ هل ستنتظر المطر لكي يسقي الشجرة! وهل إذا انتهى الوقت تستطيع أن تعيده! دائمًا هناك أشخاص لا يلومون أنفسهم ويضعون الحمل الثقيل على أكتاف غيرهم مثل الوالدين.. الوقت، الخدم، الأصدقاء، أو حتى لو مكان تعليم سابق يصفون بأنه كان سيئا، المتفوق حتى في المكان العادي سيبدع. إهمالك هو سبب لذبول حياتك وموت طموحك وكسلك هو سبب لهروبك من استغلال الوقت بأشياء ترجع لك بفائدة، لا تقل: لم أجد وظيفة؛ لأن عقلك الباطن سيؤمن ويصدق هذا، إسعَ واشتغل على مهنة تحبها، أو موهبة تملكها إلى أن تجد الوظيفة المناسبة، لأن عدم التوفيق في الحصول على وظيفة لا يعني أن تجلس على كرسي الراحة وتنتظر الفرص، أخرج نفسك من الحياة الذابلة، لأن حقيقة ذبولك أنك تجعل ضميرك يرتاح بتحميل غيرك المسؤولية ولا تفكر في حلها، أنت مسؤول عن وقوفك في المنتصف وأيضًا عن تضييعك لوقتك، وعقلك المسؤول عن قراراتك تتعلم مهنة جديدة أو تنام لساعات أكثر. تتعلم كلمة إنجليزية أو تشتم بكلمة جديدة، انهض من فراش الكسل وأيقظ طموحك وتفاؤلك وحضر لك كوب شاي وقطعة كعك وتصفح كتاب حياتك وأنظر إلى المتبقي من قصتك وأكمل نهايتها، أما أن تختار نهاية فاشلة أم إنجازا ونجاحا عظيما، وحاول ملء أيامك بمغامرات وحكايات وتجارب حتى لو تجرب طبقا جديدا في مطعم ما! لا تجعل حياتك عادية، بل اسع لحياة جميلة تحكي عنها لكل من تلتقي به، اقرأ، ارسم ، اعزف، اكتب، تأمل، مارس الرياضة، تعلم لغة جديدة، حرر الشخص الشغوف بداخلك، اليتيم الذي لم يجد له ملجأ غير روحك الذابلة الكسولة المحبطة، وقتك ثمين جدًا لا تجعله رخيصا، ومن ثم تحزن عليه، ضع عنواناً لحياتك الجديدة، وامضِ بين سطور الحياة، ولا تغلق دفترك وهو فارغ بل املأه بقصص الكفاح والنجاح، واختر حبكة مثيرة لنهايتك.